للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} بقطع الهمزة؛ لأن همزة باب الإفعال مقطوعة وفرق بين الخاطىء والمخطيء، بأن الخاطيء من يأتي بالخطأ: وهو يعلم أنه خطأ، والمخطيء: من يأتي بالخطأ، وهو لا يعلم أنه خطأ، يقال: أخطأ الرجل في كلامه وأمره، إذا زلّ وهنا وخطأ الرجل إذا ضلّ في دينه وفعله، ومنه قوله: {لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (٣٧)}.

{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ}؛ أي: أرأف وأشفق وأجدر بهم.

{مِنْ أَنْفُسِهِمْ}: فيما دعاهم إليه من أمر الدين والدنيا، فإن نفوسهم تدعوهم إلى ما فيه هلاكهم، وهو يدعوهم إلى ما فيه نجاتهم.

والمعنى: أن طاعتهم للنبي أولى من طاعتهم لأنفسهم. اهـ. "شيخنا".

ويقال: فلان أولى بكذا: أحرى وأليق به.

{وَأُولُو الْأَرْحَامِ}: جمع رحم، وهو القرابة؛ أي: ذوو القرابات.

{مَسْطُورًا}؛ أي: مكتوبًا، يقال: سطر فلان كذا؛ أي: كتب سطرًا سطرًا، والسطر: الصف من الكتابة.

{مِيثَاقَهُمْ}: الميثاق: عقد يؤكد بيمين. {نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}؛ أي: إنعام الله عليكم بالنصر على الأحزاب، وذكر النعمة: شكرها.

{جُنُودٌ}: جمع جند، ويقال للعسكر: الجند؛ اعتبارًا بالغلظ من الجند، وهي الأرض الغليظة التي فيها حجارة، ثم يقال لكل مجتمع جند، نحو: الأرواح جنود مجندة؛ أي: مجمعة، والمراد بالجنود هنا: الأحزاب، وهم قريش يقودهم أبو سفيان، وبنو أسد يقودهم طليحة، وغطفان يقودهم عيينة بن حصن، وبنو عامر يقودهم عامر بن الطفيل، وبنو سليم يقودهم أبو الأعور السلمي، وبنو النضير من اليهود ورؤسائهم: حيي بن أخطب، وأبناء أبي الحقيق، وبنو قريظة سيدهم كعب بن أسد، وكان بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد، فنبذه كعب بسعي حيي، وكان مجموع جيوش الأعداء عشرة آلاف، أو نحو ذلك.