للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَعَائِشَةٌ مَيْمُوْنَةٌ وَصَفِيَّةٌ ... وَحْفْصَةُ تَتلُوهُنَّ هِنْدٌ وَزَيْنَبُ

جُوَيْرِيَّةٌ مَعْ رَمْلَةٍ ثُمَّ سَوْدَةٌ ... ثَلاَثٌ وَسِتٌّ ذِكْرُهُنَّ لَيَعْذُبُ

{وَبَنَاتِكَ} وكانت ثمانيًا، أربع صلبيات ولدتها خديجة، وهي: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنهن، متن في حياته - صلى الله عليه وسلم - إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر؛ وأربع ربائب ولدتها أم سلمة، وهي: برة، وسلمة، وعمرة، ودرة، رضي الله عنهن.

{وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ} في المدينة {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} مقول القول.

والإدناء (١): الإرخاء، من الدنو، وهو القرب. والجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تلويه المرأة على رأسها، وتبقي منه ما ترسله إلى صدرها، و {مِنْ} للتبعيض؛ لأن المرأة ترخي بعض جلبابها، وتتلفع ببعض.

والمعنى: يرخين ويغطين بها وجوههن وأبدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة، ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والأبدان، كالإماء، حتى لا يتعرض لهن السفهاء ظنًا بأنهن إماء. وعن السدي: تغطي إحدى عينيها، وشق وجهها، والشق الآخر إلا العين، وقال الحسن: تغطي نصف وجهها. وقال قتادة: تلويه فوق الجبين وتشده، ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها, لكنها تستر الصدر ومعظم الوجه.

قال ابن عباس: أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوههن بالجلابيب إلا عينًا واحدةً ليعلم أنهن حرائر. {ذَلِكَ} المذكور من الإدناء والتغطية والإرخاء {أَدْنَى} وأقرب إلى {أَنْ يُعْرَفْنَ} فيتميزن عن الإماء والقينات اللاتي هن مواقع تعرض الزناة وأذاهم، كما ذكر في الآية السابقة، ويظهر للناس أنهن حرائر {فَلَا يُؤْذَيْنَ} من جهة أهل الفجور بالتعرض لهن، وليس المراد بقوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ} أن تعرف الواحدة منهن من هي، بل المراد أن يعرفن أنهن حرائر لا إماء؛ لأنهن قد لبسن لبسة تختص بالحرائر.

{وَكَانَ اللَّهُ} سبحانه وتعالى {غَفُورًا} لما سلف منهن من التقصير في الستر،


(١) روح البيان.