للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أخراكم.

فإن قلت (١): وقع الموصول هنا وصفًا للمضاف إليه الذي هو النار، وفي السجدة وقع وصفًا للمضاف إليه الذي هو النار، وفي السجدة وقع وصفًا للمضاف الذي هو العذاب؛ حيث قال هناك: {عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}، فما الفرق بين الموضعين؟

قلتُ: الفرق بينهما: أنهم ثمة كانوا ملابسين للعذاب، كما صرح به في النظم؛ حيث قال: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}، فوصف لهم ما لابسوه، وما هنا عند رؤيتهم النار عقب الحشر، فوصف لهم ما عاينوه، وكونه هنا وصفًا للمضاف على أن تأنيثه مكتسب نكلف. اهـ "شهاب".

الإعراب

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى}.

{وَقَالَ}: {الواو}: استئنافية، {قَالَ الَّذِينَ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، وجملة {كَفَرُوا} صلة الموصول، {لَنْ نُؤْمِنَ}: ناصب وفعل مضارع منصوب بـ {لَنْ}، وفاعله ضمير يعود على الذين كفروا، أعني: المتكلمين {بِهَذَا}: متعلق به، {الْقُرْآنِ}، بدل منه، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}، {وَلَا}: {الواو}: عاطفة، {لا}: زائدة زيدت لتأكيد نفي ما قبلها، {بِالَّذِي}: معطوف على قوله: {بِهَذَا}. {بَيْنَ يَدَيْهِ}: ظرف ومضاف إليه، متعلق بمحذوف وقع صلة الموصول. {وَلَوْ}: {الواو}: استئنافية، {لو}: شرطية {تَرَى}: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على محمد، أو على أيِّ مخاطب، ومفعول {تَرَى}، وجواب {لو} الشرطية محذوفان، تقديره: ولو ترى يا محمد حال الظالمين وقت وقوفهم عند ربهم .. لرأيت أمرًا فظيعًا، وجملة {لو} الشرطية مستأنفة.

{إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}.


(١) الشهاب.