للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اهـ شيخنا. وفي «القرطبي»: قال جابر بن عبد الله: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان نقش خاتم سليمان بن داود، لا إله إلا الله، محمد رسول الله» اهـ.

{وَأَلْقَيْنا} الإلقاء: الطرح. {عَلى كُرْسِيِّهِ} الكرسي اسم لما يقعد عليه، والمراد: سريره المشهور. {جَسَدًا} قال في «المفردات»: الجسد: الجسم، لكنه أخص. قال الخليل: لا يقال الجسد لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه، وأيضا فإن الجسد، يقال لما له لون، والجسم: يقال لما لا يبين له لون كالماء والهواء، وقال في «أنوار المشارق»: الفرق بين الجسد والبدن أن: الأول: يعم لذي الروح وغيره، ويتناول الرأس والشوى. والثاني: مخصوص بذي الروح، ولا يتناولهما.

{لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ}؛ أي: لا تنتقل إلى غيري. {رُخاءً}؛ أي: لينة طيبة لا تزعزع. والرخاء: الريح اللينة من قولهم: شيء رخو كما في «المفردات». وفي «الفتوحات المكية»: أن الهواء، لا يسمى ريحًا إلا إذا تحرك، وتموج، فإن اشتدت حركته كان زعزعًا، وإن لم تشتد كان رخاء، وهو ذو روح يعقل كسائر أجزاء العالم، وهبوبه تسبيحه تجري به الجواري، ويطفأ به السراج، وتشتعل به النار، وتتحرك المياه والأشجار، ويموج البحر، وتزلزل الأرض، ويزجي السحاب. انتهى.

{حَيْثُ أَصابَ}؛ أي: أراد، وقصد في لغة حمير وهجر. وفي «القاموس»: الإصابة: القصد؛ أي: حيث قصد، وأراد من النواحي والأطراف، وقد حكى الزجاج عن العرب، أنها تقول: أصاب الصواب فأخطأ الجواب. قال الشاعر:

أَصَابَ الْكَلامَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ ... فَأَخْطَأَ الْجَوَابَ لَدَى الْمُفَصَّلْ

{كُلَّ بَنَّاءٍ} وهو مبالغة بأن اسم الفاعل من بني. وكانوا يعملون له - عليه السلام - ما يشاء. {وَغَوَّاصٍ} مبالغة غائص، اسم فاعل من غاص يغوص غوصًا. وهو الدخول تحت الماء، وإخراج شيء منه. {مُقَرَّنِينَ} جمع مقرّن اسم مفعول من قرّن المضعف، يقال: قرّنت البعيرين إذا جمعت بينهما، وقرّنت على التكثير