للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

معرب عند البعض، انتهى. {مِنْ ذَهَبٍ} والذهب: جسم ذائب، صاف، منطرق، أصفر، رزين بالقياس إلى سائر الأجسام. {مُقْتَرِنِينَ}؛ أي: مقرونين به يعينونه على من خالفه.

{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ} وجد أحلامهم خفيفة يغترون بالتلبيسات الباطلة، وقال الراغب: حملهم على أن يخفوا معه، أو وجدهم خفافًا في أبدانهم وعزائمهم. وفي "القاموس": استخفه ضد استثقله، واستخف فلانًا عن رأيه حمله على الجهل والخفة، وأزاله عما كان عليه من الصواب. وأصله: استخفف بوزن استفعل، نقلت حركة الفاء الأولى إلى الخاء فسكنت، وأدغمت في الفاء الثانية. {فَأَطَاعُوهُ} فيه إعلال بالنقل والتمسكين والقلب، أصله: فأطوعوه، نقلت حركة {الواو} إلى الطاء، فسكنت، لكنها قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها، في الحال. {فَلَمَّا آسَفُونَا} منقول من أسف يأسف، كعلم يعلم إذا اشتد غضبه. وفي "القاموس": الأسف محركة أشد الحزن، وأسف عليه غضب. وقال الراغب: الأسف الحزن والغضب معًا، وقد يقال: لكل منهما على الانفراد، وحقيقته ثوران دم القلب إرادة الانتقام، كما مر. وأصله: أأسفونا بهمزتين الأولى همزة التعدية، والثانية فاء الفعل، فأبدلت الثانية الساكنة حرف مد مجانسًا لحركة الأولى المفتوحة، والمجانس لها هو الألف. {سَلَفًا} إما مصدر سلف يسلف، كطلب يطلب، بمعنى التقدم وصف به الأعيان للمبالغة، فهو بمعنى متقدمين ماضين، أو جمع سالف كخدم جمع خادم، ولما لم يكن المتقدم متعديًا باللام، فسروه بالقدرة مجازًا لأن المتقدمين يلزمهم غالبًا أن يكونوا قدوةً لمن بعدهم. {لِلْآخِرِينَ} اللام متعلق بكل من {سَلَفًا} و {مَثَلًا} على سبيل التنازع؛ أي: عظةً للكفار المتأخرين عنهم، والعظة ليس من لوازمها الاتعاظ، أو قصة عجيبةً تسير مسير الأمثال لهم، فيقال: مثلكم مثل قوم فرعون كما مر.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: