للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفلك من مبدئها إلى منتهاها. والزمان: مدة منقسمة إلى الماضي والحال والمستقبل، والوقت: الزمان المفروض لأمر.

{بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ} البيوت (١) يقرأ: بضم الباء، وهو الأصل في الجمع على فعول، والمعتل كالصحيح، وإنما ضم أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والواو بعده. ويقرأ بكسر الباء؛ لأن بعده ياء، والكسرة من جنس الباء، ولا يستثقل بالخروج من كسر إلى ضم؛ لأن الضمة هنا في الياء، والياء مقدرة بكسرتين، فكانت الكسرة في الياء كأنها وليت كسرة، وهكذا الخلاف في العيون والجيوب والشيوخ، ومن هنا جاز في التصغير الكسر، فيقال في بيت: بييت.

{حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} يقال: ثقُف الرجل - من باب ظرُف - إذا صار حاذقًا خفيفًا، فهو ثَقف مثل ضخُم فهو ضخم، ومنه الثقافة. وثقف من باب طرب لغةٌ فيه، فهو ثَقِفْ وثَقُف كعضد، وفي "القاموس": وثقفه كسمعه إذا أخذه أو ظفر به أو أدركه، وأصل الثقف الحذق في إدراك الشيء علمًا أو عملًا، وفيه معنى الغلبة.

{فَإِنِ انْتَهَوْا} وأصل انتهوا: انتهيوا استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان؛ فحذفت الألف وبقيت الفتحة تدل عليها.

{وَالْحُرُمَاتُ} جمع حرمة كالظلمات جمع ظلمة، وإنما جمع الحرمات؛ لأنه أراد الشهر الحرام والبلد الحرام وحرمة الإحرام، والحرمة ما منع الشرع من انتهاكه.

{التهلكة} مصدر (٢) لهلك من باب ضرب، وفي "المختار" يقال: هلك الشيء يهلِك - بالكسر من باب ضرب - هلاكًا وهلوكًا وتهلُكةً بضم اللام، والاسم: الهلك بالضم، قال اليزيدي: التهلكة من نوادر المصادر، ليست مما يجري على القياس، وقيل (٣): التهلكة ما أمكن التحرز منه، والهلاك ما لا يمكنه التحرز منه، وقيل: التهلكة الشيء المهلك، والهلاك حدوث التلف، وقيل:


(١) عكبري.
(٢) جمل.
(٣) البحر المحيط.