للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذلك حين أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العمرة وصده المشركون ومنعوه من دخول مكة، ووقع صلح الحديبية، ثم لما أراد القضاء في العام القابل وخشي أصحابه غدر المشركين بهم، وهم في حالة الإحرام .. نزلت الآيات تبين أنه ليس لهم أن ينتهكوا هذه الحرمات على سبيل الابتداء، بل على سبيل القصاص ودفع العدوان، ثم عاد الكلام إلى أحكام الحج وحكم الإحصار فيه، فهذا هو الارتباط والمناسبة بين الآيات السابقة واللاحقة.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ...} أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متضمخًا بالزعفران، عليه جبة فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي، فأنزل الله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أين السائل عن العمرة؟ " قال: ها أنا ذا، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "ألق عنك ثيابك، ثم اغتسل واستنشق ما استطعت، ثم ما كنت صانعًا في حجك فاصنعه في عمرتك".

قوله (١) تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا ...} روى البخاري عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ} قال: حملت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والقمل يتناثر على وجهي، فقال: "ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا، أما تجد شاة" قلت: لا. قال: "صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك"، فنزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامة.

قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا ...} الآية، روى البخاري، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن متوكلون، فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ...} الآية، روى البخاري عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقًا في الجاهلية فتأثموا أن


(١) لباب النقول.