للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} جمع مكيد، اسم مفعول من كاد يكيد، فهو مكيد بوزن مبيع. وأصله: مكيودون، جمع مكيود، نقلت حركة الياء إلى الكاف فسكنت، فالتقى ساكنان: الياء، وواو مفعول، فحذفت واو مفعول لأنَّها زائدة، هذا على رأي سيبويه، ثم كسرت الكاف لمناسبة الياء. وأما على رأي الأخفش فإنه يرى أن المحذوف منه الياء، وأنها لما حذفت كسر فاء الكلمة، ثم قلبت {الواو} ياء لسكونها إثر كسرة.

{كِسْفًا}؛ أي: قطعة. وفي "القاموس": الكسفة بالكسر: القطعة من الشيء، والجمع كسف كسدرة وسدر، وكسف كقربة وقرب. وفي "المختار": وقيل: الكسف والكسفة واحد. {مَرْكُومٌ}؛ أي: متراكم ملقى بعضه على بعض. {حَتَّى يُلَاقُوا} أصله: يلاقيون بوزن يفاعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فلما سكنت حذفت لالتقاء الساكنين، وضمت القاف لمناسبة الواو، وحذفت نون الرفع لدخول أداة النصب.

{الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}؛ أي: يهلكون من صعقته الصاعقة، أو من أصعقته أماتته وأهلكته. قال في "المختار": صعق الرجل بالكسر صعقة غشي عليه، ومنه: قوله تعالى: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: مات، {بِأَعْيُنِنَا}؛ أي: في حفظنا وحراستنا. {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}؛ أي: وقت إدبار النجوم، وغيبتها، وغروبها. والمراد بغروبها: ذهاب ضوئها بغلبة ضوء الصبح عليه، وإن كانت باقية في السماء، وذلك بطلوع الفجر، اهـ خطيب.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الجناس المغاير بين {الْخَالِقُونَ} و {خَلَقُوا} في قوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥)}.

ومنها: المجاز بالحذف في قوله: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ}؛ أي: خزائن رحمة ربك.