للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة النجم]

سورة النجم مكيّة جميعًا في قول الجمهور، وروي عن ابن عباس، وعكرمة: أنّها مكية، إلا آية منها وهي مدنية، وهي قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} الآية، نزلت بعد سورة الإخلاص.

وهي (١) اثنتان وستون آيةً، وثلاثمائة وستون كلمةً، وألف وأربع مئة وخمسة أحرف.

مناسبتها لما قبلها من وجوه (٢):

١ - إنّ السورة قبلها ختمت بقوله: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}، وبدئت هذه بقوله: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}.

٢ - إنّ السورة قبلها ذكر فيها تقوُّل القرآن، وافتراؤه وذكر هذا في مفتتح هذه السورة.

٣ - إنه ذكر في التي قبلها أن ذرية المؤمنين تبع لآبائهم، وفي هذه ذكر ذرية اليهود في قوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}.

٤ - إنه قال هناك في المؤمنين: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} وقال هنا في الكفار: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)}.

وقال أبو حيان: مناسبتها لآخر ما قبلها ظاهرة؛ لأنه قال: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ}؛ أي: اختلق القرآن، ونسبوه إلى الشعر، وقالوا: هو كاهن ومجنون. فأقسم تعالى إنه ما ضل، وإن ما يأتي به هو وحي من الله، انتهى.

تسميتها: سميت سورة النجم لقوله في أوّلها: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)}.


(١) الخازن.
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.