للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كلها عندنا، بل أيسر، اهـ خطيب. وفي "القاموس": لمح إليه كمنع اختلس النظر كألمح. وفي "المفردات": اللمح: لمعان البرق، ورأيته لمحة برق، اهـ.

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} جمع شيعة. وهم من يتقوى بهم الإنسان من الأتباع. وفي "القاموس": شيعة الرجل بالكسر أتباعه، وأنصاره، والفرقة على حدة، وبقع على الواحد، والاثنين، والجمع، والمذكر، والمؤنث. {مُسْتَطَرٌ} اسم مفعول من استطره إذا كتبه، كما في "القاموس". {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} هو من إضافة الموصوف إلى صفته، كمسجد الجامع، وصلاة الوسطى؛ أي: مكان مرضيِّ.

{عِنْدَ مَلِيكٍ} صيغة مبالغة من ملك الثلاثي؛ أي: عزيز الملك واسعه.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: جناس الاشتقاق في قوله: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}.

ومنها: الالتفات من الخطاب في قوله: {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} إلى الغيبة في قوله: {أَمْ يَقُولُونَ} للإيذان باقتضاء حالهم للإعراض عنهم، واسقاطهم عن رتبة الخطاب، وحكاية قبائحهم لغيرهم.

ومنها: الإفراد في قوله: {نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} حيث لم يقل: منصورون لرعاية الفاصلة.

ومنها: الإفراد في قوله: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} حيث لم يقل: الأدبار لإرادة الجنس. لأنَّ كل واحد يولي دبره. وحسن إفراده كونه فاصلةً، وقد جاء مجموعًا في قوله: {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ}.

ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى} لتربية تهويلها، وزيادة تخويفها.

ومنها: الاستعارة في قوله: {وَأَمَرُّ} لأنه استعارة لصعوبة الشيء على النفس.

ومنها: المقابلة بين المجرمين والمتقين في قوله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)} وقوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤)}.