للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والسلمي، وحميد بفتح القاف والصاد. وقرأ ابن جبير أيضًا، والحسن أيضًا {كالقصر} بكسر القاف وفتح الصاد جمع قصرة، مثل: بدر وبدرة وقصع وقصعة. وبعض القرّاء بفتح القاف وكسر الصاد، وابن مسعود بضمهما، كأنه مقصور من القصور كما قصروا النجم والنمر من النجوم والنمور، كما قال الراجز:

فِيْهَا عَنَابِيْلُ أُسُوْدٌ ونُمُرْ

٣٣ - {كَأَنَّهُ}؛ أي: (١) كأن ذلك الشرر، وفي "فتح الرحمن"؛ ثم رد الضمير إلى لفظ النار دون معناها، فقال: كأنه؛ أي: النار {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} جمع جمل كحجارة في جمع حجر، والتاء لتانيث الجمع أو اسم جمع كالحجارة. والجمل: ذكر الإبل، والناقة أنثاه، وإذا لم يكن في جماعة الإبل أنثى يقال: جمالة بالكسر. والصفر: جمع أصفر، والصفرة لون من الألوان التي بين السواد والبياض، وهي إلى البياض أقرب، ولذلك قد يعبر بها عن السواد. والمعنى: كان كل شررة جمل أصفر أو كجمل أسود؛ لأن سواد الإبل يضرب إلى الصفرة، ولأن صفر الإبل يشوب رؤوس أشعارها سواد، وفي الحديث: "شرار جنهم أسود كالقير". فالأول وهو التشبيه بالقصر تشبيه في العظم، والثاني وهو التشبيه بالجمل تشبيه في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والحركة. وفي "المفردات": قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣)} قيل: جمع أصفر، وقيل: بل أراد به الصفر المخرج من المعادن، ومنه قيل للنحاس: صفر.

وقرأ الجمهور ومنهم (٢): عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه {جمالات} بكسر الجيم وبالألف والتاء، جمع جمال جمع جمل، وهي الإبل كقولهم: رجالات قريش. وقرأ ابن عباس (٣) وقتادة، وابن جبير، والحسن، وأبو رجاء بخلاف عنهم كذلك، إلّا أنهم ضموا الجيم، وهي جمال السفن الواحد منها جملة لكونه جملة من الطاقات، ثم جمع على جمل وجمال، ثم جمع جمال ثانيًا جمع سلامة، فقالوا: جما لات. وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وأبو عمرو في رواية الأصمعيّ، وهارون عنه {جمالة} بكسر الجيم، لحقت جمالًا التاء لتأنيث الجمع كحجر وحجارة كما مرّ. وقرأ ابن عباس، والسلمي، والأعمش، وأبو حيوة، وأبو


(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.