للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن يتم كلامه بالقطعي الذي لا اعتراض فيه، وهو أظهر التأويلين، الثاني: أنه من كلام الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وتكون الجملتان معترضتين في هذه القصة للتشديد والتقوية لمن يؤتيه الله الملك؛ أي: فإذا كان الله تعالى هو المتصرف في ملكه .. فلا اعتراض عليه لا يسئل عما يفعل.

{آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ}: فيه مجاز بالزيادة؛ لأن المراد أنفسهما، فلفظ آل مقحم وفائدة هذه الزيادة تفخيم شأنهما.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ} وإفراد (١) حرف الخطاب مع تعدد المخاطبين بتأويل الفريق أو غيره كما سلف في قوله: {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.

{أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} فيه استعارة تمثيلية، فقد شبه حالهم - والله تعالى يفيض عليهم الصبر - بحال الماء يصب ويفرغ على الجسم، فيعمه كله ظاهره وباطنه، فيلقي في القلب بردًا وسلامًا وهدوءًا واطمئنانًا.

{وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} وهو كناية (٢) عن تشجيع قلوبهم وتقويتها، ولما سألوا ما يكون مستعليًا عليهم من الصبر .. سألوا تثبيت أقدامهم وإرساخها.

{وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} فيه ثلاث تأكيدات .. التأكيد بإن، وباللام، وباسمية الجملة.

اللهم كما وفقتني بابتدائه، فأكرمني بانتهائه، وصلى الله وسلَّم على سيدنا ومولانا محمَّد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. آمين (٣).

والله سبحانه وتعالى أعلم


(١) أبو السعود.
(٢) البحر المحيط.
(٣) تم تصحيح هذه النسخة بيد مؤلفه في تاريخ ١١/ ٤/ ١٤٠٨ هـ وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
إلى هنا انتهى المجلد الثالث في تاريخ ٩/ ١/ ١٤٠٧ هـ.