للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالمبالغة في العلو والعظمة، إلى سائر ما تَضَمَّنتْهُ من أسمائه الحسنى، وصفاته العليا، نبههم بها على العقيدة الصحيحة التي هي محض التوحيد، وعلى طرح ما سواها، وذَكَر أنه لا إكراه في الدين؛ فقد سطع نور الحق، وأشرق ضياؤه، فمَنَ تمسَّكَ به .. فقد استمسك بالعروة الوثقى، وذَكَر أنه وليُّ المؤمنين، وأن الكافرين لا وليَّ لهم إلا الطاغوت.

أسباب النزول

قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ...} روى أبو داود والنسائي وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تكون المرأة مقلاةً، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أنْ تُهوِّده، فلما أُجليتْ بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندعُ أبنائنا، فَأَنْزَلَ الله {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ...}.

وأخرج ابن جرير من طريق سعيد، أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت آية: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} في رجلٍ من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: الحصين كان له ابنان نصرانيان، وكان هو مسلمًا، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا أَسْتَكْرِههُما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية، فأنزل الله الآية.

قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ...} أخرج ابن جرير، عن عبدة، عن أبي لبابة في قوله: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} قال: هم الذين كانوا آمنوا بعيسى، فلما جاءهم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - .. آمنوا به، وأُنزلت فيم هذه الآية، وأخرج عن مجاهد قال: كان قومٌ آمنوا بعيسى، وقومٌ كفروا به، فلما بُعث محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - .. آمن به الذين كفروا بعيسى، وكفر به الذين آمنوا بعيسى، فأنزل الله هذه الآية.

التفسير وأوجه القراءة

٢٥٥ - {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ومما ورد في فضل هذه الآية الكريمة:

ما أخرجه مسلم عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا المنذر، أتدري أيَّ آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟ قلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فضرب في صدري، وقال: "ليَهْنِكَ العلم يا أبا المنذر".