للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"المختار": الرين: الطبع والدنس، ويقال: ران ذنبه على قلبه - من باب باع رينًا وريونًا أيضًا -: إذا غلب، وقال أبو عبيدة: كل ما غلبك فقد ران بك، ورانك وران عليك، ورين الرجل: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قبل له به، أي: لا طاقة له به، وعبارة الزمخشري: وران على قلوبهم: ركبها كما يركب الصدأ، وغلب عليها، وهو أن يصر على الكبائر، ويسوف التوبة حتى يطبع على قلبه، فلا يقبل الخير ولا يميل إليه، وعن الحسن: الذنب بعد الذنب حتى يسود القلب.

قلت: وران يائية وواوية، وهي هنا يائية، أصله: رين كبيع، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وأما الواوية فيقال فيها: ران يرون رونًا - من باب دخل - يقال: ران الأمر: اشتد، ورانت الليلة: اشتد هولها أو غمها، والرون - بضم الراء المشددة -: الشدة، والجمع رؤون، ورونة الشيء - بالضم -: معظمه وشدته، يقال: كشف الله عنك رونة هذا الأمر؛ أي: شدته وغمته.

{ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦) أي: لداخلوا النار وملازموها، أصله: لصاليون، فلما أضيف الوصف .. حذفت منه نون الجمع، فصار لصاليوا، فاستثقلت الضمة على الياء، فحذفت فسكنت، فالتقت ساكنة مع واو الجمع، فحذفت الياء، وضمت اللام لمناسبة الواو، وقد تقدم هذا في سورة: ص.

{ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧)} أصل يقال: يقول بوزن: يفعل، نقلت حركة الواو إلى القاف، ثم قلبت ألفًا لتحركها في الأصل، وفتح ما قبلها الآن.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (١٩)} قال الزمخشري: وعليون: علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين، منقول من جمع عليّ فعيل من العلو، كسجين من السجن، سمي بذلك؛ إما لأنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة، وإما لأنه مرفوع في السماء السابعة. وعبارة أبي حيان: عليون: جمع واحده: عِلىٌّ مشتق من العلو، وهو المبالغة، قاله يونس وابن جني. قال أبو الفتح: وسبيله أن يقال: علية، كما قالوا للغرفة: علية، فلما حذفت التاء عوضوا عنها الجمع بالواو والنون، وقيل: هو وصف للملائكة، فلذلك جمع بالواو والنون. وقال الفراء: هو اسم موضوع على صيغة الجمع ولا واحد له من لفظه، كقولهم: عشرين وثلاثين، والعرب إذا جمعت جمعًا، ولم يكن له بناء من واحده،