للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قولهم: تميمىٌ أنا؛ أي: ما هي إلا سلامة.

ومنها: توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات مثل {الْقَدْرِ} {شَهْرٍ} {أَمْرٍ} {الْفَجْرِ}؛ لأنه من المحسنات البديعية اللفظية.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

تتمتان:

الأولى: اختلفت المذاهب في ليلة القدر، فقال مالك: إنها دائرة في العام كله، والغالب كونها في رمضان، والغالب أيضًا كونها في العشر الأواخر منه، وقال أبو حنيفة والشافعي: هي في رمضان لا تتنقل منه، والغالب كونها في العشر الأواخر، واشتهر عن أبي بن كعب وابن عباس وكثير من العلماء: أنها ليلة السابع والعشرين، وأيده بعضهم بطريق الإشارة بأن عدد كلمات السورة ثلاثون كأيام رمضان، واتفق أن كلمة {هِيَ} تمام سبع وعشرين، وطريق آخر في الإشارة: أن حروف ليلة القدر تسعة، وقد ذُكرت في السورة ثلاث مرات، وثلاث في تسعة بسبع وعشرين، ونُقل عن بعضهم: ضبطها بأول الشهر من أيام الأسبوع، وقالوا: إنها تُعلم باليوم الأول من الشهر، فإن كان أوله يوم الأحد أو الأربعاء فهي ليلة تسع وعشرين، أو يوم الاثنين فهي ليلة إحدى وعشرين، أو يوم الثلاثاء أو الجمعة فهي ليلة سبع وعشرين، أو يوم الخميس فهي ليلة خمس وعشرين، أو يوم السبت فهي ليلة ثلاث وعشرين، قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: ومنذ ما بلغت سن الرجال ما فاتتني ليلة القدر بهذه القاعدة المذكورة، وقد نظمتها بقولي:

يَا سَائِلِيْ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِيْ ... فيْ عَشْرِ رَمْضَانَ الأَخِيْرِ حَلَّتِ

فَإنَّهَا فِيْ مُفْرَدَاتِ الْعَشْرِ ... تُعْرَفُ مِنْ يَوْمِ ابْتِدَاءِ الشَّهْرِ

فَبِالأَحَدْ وَالأرْبِعَا فِيْ التَّاسِعَهْ ... وَجُمْعَةِ مَعَ الثَّلاَثَا السَّابِعَهْ

وَإِنْ بَدَا الْخَمِيْس فهْيَ الخَامِسَهْ ... وَإِنْ بَدَا بِالسَّبْتِ فَهْيَ الثَّالِثَةُ

وَإِنْ بَدَا الإِثْنَيْنِ فَهْيَ الْحَادِيْ ... هَذَا عَنِ السَّادَاتِ وَالزُّهَّادِ

اهـ من "القليوبي على الجلال المحلي على المنهاج النووي".

والثانية: ذكر العلماء لليلة القدر علامات كما مر بعضها منها: قلة نبح