للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فمنها: التكرار في قوله: {الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢)} تهويلًا من شأنها وتفخيمًا لفظاعتها.

ومنها: الاستفهام التعجيبي في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣)} وقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠)} لغرض التفخيم.

ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {مَا الْقَارِعَةُ (٢)} تأكيدًا للتهويل، والأصل أن يقال: القارعة ما هي؟.

ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤)} وقوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)} ففيهما تشبيهان رائعان، وهو تشبيه مرسل مجمل؛ لأن وجه الشبه حذف فيهما، ففي الأول وجوه الشبه كثيرة منها:

١ - الطيش الذي لحقهم.

٢ - وانتشارهم في الأرض.

٣ - وركوب بعضهم بعضًا.

٤ - الكثرة لا غناء فيها.

٥ - والضعف والتذلل وإجابة الداعي من كل جهة.

٦ - والتطاير إلى النار للاحتراق من حيث لا تريد الاحتراق.

وفي تشبيه الجبال بالعهن المنفوش أوجه كثيرة أيضًا، منها:

١ - تفتتها وانهيارها.

٢ - صيرورتها كالعهن.

٣ - ثم صيرورتها كالهباء.

وقد تشبث الشعراء بهذه المعاني، فقال جرير يهجو الفرزدق:

أَبْلِغْ بَنِيْ وَقْبَانَ أَنَّ حُلُوْمَهُمْ ... خَفَّتْ فَمَا يَزِنُوْنَ حَبَّةَ خَرْدَلِ

أَزْرَى بِحِلْمِكُمُ الْفِيَاشُ فَأَنْتُمُ ... مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشِيْنَ نَارَ الْمُصْطَلِيْ

وقال أبو العلاء المعري في رثاء والده: