للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العظيم لعبده: أقول لك، ثم أقول لك: لا تفعل، ولكونه أبلغ نُزِّل منزلة المغايرة، فعُطف بـ {ثُمَّ}.

ومنها: حذف جواب {لَوْ} للتهويل والتفخيم في قوله: {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} تقديره: لرأيتم ما تشيب له الرؤوس، وتفزع له النفوس من الشدائد والأهوال؛ لأنه إذا حذف الجواب يذهب الوهم كل مذهب ممكن.

ومنها: القسم في قوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦)}؛ لتوكيد الوعيد.

ومنها: تكرار القسم معطوفًا بـ {ثُمَّ} في قوله: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧)} تغليظًا في التهديد، وزيادة في الوعيد.

ومنها: جعل الرؤية {عَيْنَ الْيَقِينِ} وخالصته مبالغة خاصة.

ومنها: حذف متعلق العلم في قوله: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ...} إلخ في الأفعال الثلاثة إشعارًا بأن الغرض هو الفعل لا متعلقه، كما في "السمين".

ومنها: الإطناب بتكرار الفعل في قوله: {لَتَرَوُنَّ} وقوله: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} لبيان شدة الهول.

ومنها: تكرار القسم معطوفًا في قوله: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)} تغليظًا في التهديد وزيادة في الوعيد.

ومنها: التعريف بـ {أل} الاستغراقية في قوله: {عَنِ النَّعِيمِ} إشعارًا بأن السؤال عن جميع أنواع النعم وأفرادها.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (١).

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *


(١) إلى هنا انتهى تفسير سورة التكاثر ضحوة يوم الجمعة اليوم الثلاثين من شهر ذي الحجة من شهور سنة: ١٤١٦ هـ ألف وأربع مئة وست عشرة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.