للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سنبله، وقال (١) بعض أصحابنا: النون أصلية، ووزنه فعلل؛ لأن فنعل لم يثبت، فيكون مع أسبل كسبط وسبطر.

{فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}: والأصل في مئة: مئية. يقول: مئيت القوم، إذا كملتهم مئة، ثم حذفت اللام تخفيفًا؛ كما حذفت لام يدٌ ودمٌ.

{وَلَا أَذًى}: ولام (٢) الأذى ياء، يقال: أذى يأذي أذىً مثل نصب ينصِب نصبًا. {رِئَاءَ النَّاسِ}: والهمزة الأولى في {رِئَاءَ}: عين الكلمة؛ لأنه من رئى، والأخيرة بدل من الياء؛ لوقوعها طرفًا بعد ألف زائدة كالقضاء والدماء، ويجوز تخفيف الهمزة الأولى؛ بأن تقلب ياءً فرارًا من ثقل الهمزة بعد الكسرة. وقد قرئ به كما مَرَّ، والمصدر هنا مضاف إلى المفعول، وفي "الجمل": ورئاء (٣): مصدر كقائل قئالًا، والأصل ريايًا، فالهمزة الأولى بدل من ياءٍ هي عين الكلمة، والثانية بدلٌ من ياءِ هي لام الكلمة؛ لأنها وقعت طرفًا بعد ألف زائدة والمفاعلة في {رِئَاءَ} على بابها؛ لأن المرائي يُري الناس أعماله حتى يروه الثناءَ عليه والتعظيم له.

{كَمَثَلِ صَفْوَانٍ}: الصفوان: الحجر الكبير الأملس كما سبق، وهو جمع صفوانه، والأفصح أن يقال: جنس لا جمع، ولذلك عاد الضمير عليه بلفظ الإفراد في قوله: {عَلَيْهِ تُرَابٌ} وقيل: هو مفرد، وقيل: جمع واحدهُ صفا، ولكن جمعُ فَعَلٍ على فَعْلَان قليلٌ، وحُكي: صِفوان - بكسر الصاد - وهو أكثر في المجموع. ويقرأ بفتح الفاء، وهو شاذ؛ لأن فعلانًا شاذ في الأسماء، وإنما يجيء في المصادر؛ كالغليان كما مر.

{عَلَيْهِ تُرَابٌ}: التراب معروف، ويقال: فيه توراب. وتَرِب الرجل: افتقر.

وأترب: استغنى، الهمزة فيه للسلب؛ أي: زال عنه التراب وهو الفقر، وإذا زال


(١) البحر المحيط.
(٢) عكبري.
(٣) جمل.