للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)}.

أسباب النزول

سبب نزول هذه السورة (١): ما روى الضحاك أن المشركين أرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامر بن الطفيل، فقال له عنهم: شققت عصانا - فرقت كلمتنا -، وسببت آلهتنا، وخالفت دين آبائك، فإن كنت فقيرًا أغنيناك، وإن كنت مجنونًا داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناكها, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لست بفقير ولا مجنون ولا هويت امرأة، أنا رسول الله أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته" فأرسلوه ثانية، وقالوا: قل له بيِّن لنا جنس معبودك، أمن ذهب أم من فضة؟ فأنزل الله سبحانه هذه السورة الكريمة، فقالوا له: ثلاث مئة وستون صنمًا تقوم بحوائجنا، فكيف يقوم الواحد بحوائج الخلق، فنزلت: {وَالصَّافَّاتِ} إلى قوله: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (٤)} فأرسلوه أخرى، وقالوا: بيِّن لنا أفعاله، فنزل: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}.

وأخرج (٢) أحمد والبخاري في "تاريخه" والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي عاصم في "السنة" والبغوي في "معجمه" وابن المنذر وأبو الشيخ في "العظة" والحاكم وصححه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن أبيِّ بن كعب أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) ...} إلخ ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفوًا أحد، قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء، ورواه الترمذي من طريق أخرى عن أبي العالية مرسلًا، ولم يذكر أبيًا، ثم قال: وهذا أصح.


(١) المراغي.
(٢) الشوكاني.