للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كاف التشبيه، ومن أيٍّ الاستفهامية، وحدث فيها بعد التركيب معنى التكثير المفهوم من كم الخبرية، وهي كناية عن عدد مبهم، ومثلها في التركيب، وإفهام التكثير كذا في قولهم: عندي كذا كذا درهمًا، والأصل كاف التشبيه، وذا الذي هو اسم إشارة فلما ركبا حدث فيهما معنى التكثير فكم الخبرية، وكأين وكذا كلها بمعنى واحدٍ.

وهل هذه الكاف الداخلة على أيّ تتعلق بشيء كغيرها من حروف الجر أم لا؟. والصحيح أنها لا تتعلق بشيء, لأنها مع أي صارتا بمنزلة كلمةٍ واحدةٍ، وهي ككم فلا تتعلق بشيء، ولذلك هجر معناها الأصليُّ، وهو التشبيه.

وفي كأيِّن (١) خمس لغاتٍ:

إحداها: {كَأَيِّنْ} بتشديد الياء والتنوين، وبها قرأ الجماعة إلا ابن كثير.

والثانية: {كَائنٌ} بوزن فاعن وبها قرأ ابن كثير، وجماعةٌ، وهي أكثر استعمالًا من كأيِّن وإن كانت تلك الأصل.

والثالثة: {كئين} بوزن كريم بياء خفيفة بعد همزة مكسورة، وبها قرأ ابن محيصنٍ، والأشهب العقيليُّ.

والرابعة: {كيئن} بياء ساكنة بعدها همزة مكسورة، وهذه مقلوبة عن القراءة التي قبلها وقرأ بها بعضهم.

والخامسة: {كأن} مثل كعن، وبها قرأ ابن محيصن أيضًا. وقرأ الحسن (٢) {كَىً} بكافٍ بعدها ياءٌ مكسورة منونة. وقرأ ابنُ كثير ونافع وأبو عمرو {قتل} مبنيًّا للمفعول، وقتادة كذلك إلا أنه شدد التاء، وضمير النائب على هذه القراءة يعود على المبتدأ، والجملة خبر المبتدأ، وجملة {مَعَهُ رِبِّيُّونَ} من المبتدأ، والخبر في محل النصب حال من ضمير الفعل، و {كثيرٌ} صفة لـ {رِبِّيُّونَ}، والمعنى على هذه القراءة، وكثيرٌ من الأنبياء قتلوا، وبعدهم الذين بقوا من جماعتهم. وقال الحسن البصريُّ، وجماعةٌ من العلماء لم يقتل نبيُّ في حرب قط، ولهذا ضعفت هذه القراءة من جهة المعنى.


(١) الجمل.
(٢) البحر المحيط.