للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لإظهاره صبر المؤمنين.

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا}.

{وَلِيَعْلَمَ} {الواو} عاطفة. {اللام} حرف جر وتعليل. {يَعْلَمَ} منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، وفاعله ضمير يعود على الله. {الَّذِينَ} مفعول به ليعلم. {نَافَقُوا} فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، وجملة يعلم في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره، ولعلمه الذين نافقوا، الجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور في قوله: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ}.

{وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا}.

{وَقِيلَ} {الواو} عاطفة. {قِيلَ} فعل ماض مغير الصيغة. {لَهُمْ} جار ومجرور متعلق به. {تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا} نائب فاعل محكي لقيل، وجملة {وَقِيلَ} معطوفة على جملة {نَافَقُوا} على كونها صلة الموصول، وإن شئت قلت {تَعَالَوْا} فعل أمر، وفاعل، والجملة في محل الرفع نائب فاعل لِـ {قِيلَ}. وكذلك جملة {قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {قَاتِلُوا}. {أَوِ ادْفَعُوا} {أَوِ} حرف عطف، وتفصيل. {ادْفَعُوا} فعل وفاعل معطوف على {قَاتِلُوا}. وقال أبو حيان (١): و {أَو} على بابها من أنها لأحد الشيئين. وقيل: يحتمل أن تكون بمعنى الواو، فطلب منهم الشيئين القتال في سبيل الله، والدفع عن الحريم والأهل، والمال، فكفار قريش لا تفرق بين المؤمن، والمنافق في القتل، والسبي، والنهب. والظاهر أن قوله: {وَقِيلَ لَهُمْ} كلامٌ مستأنف قسم الأمر عليهم فيه بين أن يقاتلوا للآخرة أو يدفعوا عن أنفسهم وأهليهم، وأموالهم، حكى الله عنهم ما يدل على نفاقهم في هذا السؤال، والجواب، ويحتمل أن يكون قوله: {وَقِيلَ لَهُمْ} معطوفًا على {نَافَقُوا} فيكون من الصلة انتهى.

وفي "الفتوحات": قوله: {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا} هذه الجملة (٢) تحتمل وجهين:


(١) البحر المحيط.
(٢) الجمل.