للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَفَعِلَ اللَّازِمُ بَابُهُ فَعَلْ ... كَفَرَحٍ وَكَجَوَىً وَكَشَلَلْ

ثم قال:

وَمَا أَتَى مُخَالِفًا لِمَا مَضَى ... فَبَابُهُ اَلنَّقْلُ كَسُخْطٍ وَرِضَا

والسخط على كلا الضبطين الغضب الشديد.

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} يقال: من يمن بالضم منَّ، ومنيني عليه بكذا إذا أنعم عليه به من غير تعب، فهو من المضاعف، اللازم فقياسه: الكسر فالضم فيه شاذ، ولم يأت فيه إلَّا الضمّ.

{فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ} يقال: درأه يدرؤُهُ بالفتح، من باب منع درءًا، ودرأةً إذا دفعه دفعًا شديدًا، ودرأ السيل عليه اندفع، ودرأ الرجل علينا إذا طرأ فجأة، تدارأ القوم إذا تدافعوا في الخصومة.

البلاغة

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} فيه مجازٌ بالزيادة؛ لأن {مَا} زائدةٌ للتأكيد. {إِنْ يَنْصُرْكُمُ} {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ} فيهما من المحسنات البديعية: المقابلة والالتفات؛ إذ هو خروج من الغيبة إلى الخطاب، وتنويع الكلام؛ لأنه جاء في جواب {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ} بصريح النفي العام حيث قال: {فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} وفي جواب {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ} بالنفي المضمن في الاستفهام حيث قال: فمن ذا الذي ينصركم، وإفادة الحصر في قوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} بتقديم المعمول على العامل.

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} فيه استعارةٌ بديعية، حيث جعل ما شرعه الله كالدليل الذي يتبعه من يهتدي به، وجعل العاصي كالشخص الذي أمر بأن يتبع شيئًا، فنكص عن اتباعه، ورجع بدونه.

{بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} التنكير فيه للتهويل؛ أي: بسخط عظيم لا يكاد يوصف {هُمْ دَرَجَاتٌ} فيه مجازٌ بالحذف؛ أي: ذَوُو درجات متفاوتةٍ متخالفةٍ.

{هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} بين الكفر والإيمان الطباق.