للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{إن} جملة مصدرةً بـ {إن}، وفي ذلك خلاف، وحسنه هنا وقوع اسم إن موصولًا فطال الكلام بصلة الموصول، فلما تباعد ما بينهما لم يبال بذلك. {وَسَيَصْلَوْنَ} الواو عاطفة. {سيطلون} فعل وفاعل، والجملة في محل الرفع معطوفة على جملة {يَأكُلُونَ}. {سَعِيرًا} منصوب على الظرفية متعلق بـ {يصلون}، وجاء (١) {يَأكُلُونَ} بالمضارع دون سين الاستقبال، {سيصلون} بالسين، فإن كان الأكل للنار حقيقةً فهو مستقبل، واستغنى عن تقييده بالسين بعطف المستقبل عليه، وإن كان مجازًا فليس بمستقبل؛ إذ المعنى يأكلون ما يجر إلى النار، ويكون سببًا إلى العذاب بها، ولما كان لفظ {نَارًا} مطلقًا، في قوله: {إِنَّمَا يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} قيد في قوله: {سَعِيرًا} إذ هو الجمر المتقد. ذكره أبو حيان.

التصريف ومفردات اللغة

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} {النَّاسُ} (٢) اسم للجنس البشري، وهو الحيوان الناطق، المنتصب القامة، الذي يُطلَق عليه اسم إنسان {مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}.

بحث في حقيقة النفس والروح على اختلاف آراء الناس فيها

اختلف المسلمون في حقيقة النفس، أو الروح الذي يحيا به الإنسانُ، وتتحقق به وحدة جنسه على اختلاف أصنافه، وأشهر آرائهم في ذلك الرأي القائل: إنها جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها سريان الماء في الورد، والنار في الفحم، فما دامت هذه الأعضاء صالحةً لقبول الآثارِ التي تفيض عليها من هذا الجسم اللطيف، وجد الحس والحركةَ الإراديةَ والفكر وغيرها، وإذا فسدت هذه الأعضاء، وعجزت عن قبول تلك الآثار، فارق الروح البدنَ وانفصل إلى عالم الأرواح.

ومما يثبت ذلك أن العقلَ، والحفظَ، والتذكر وهي أمور ثابتة قطعًا. ليست


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.