للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عبادته والإيمان به سببًا للطغيان والخروج من الحق، من مخلوق يعبد، ورئيس يقلد، وهو يتبع.

{نَقِيرًا}: والنقير: النقرة التي في ظهر النواة، ومنها تنبت النخلة، يضرب بها المثل في الشيء الحقير التافه، كما يضرب المثل بالقطمير، وهو: القشرة الرقيقة التي تكون على النواة بينها وبين التمرة.

{يَحْسُدُونَ} يقال: حسد فلان فلانًا - من باب نصر - إذا تمنى زوال نعمته عنه، فالحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها المستحق لها، {النَّاسَ}: والناس هنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن معه.

{مِنْ فَضْلِهِ}: والفضل: النبوة والكرامة في الدين والدنيا، {الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}: الكتاب: العلم بظاهر الشريعة، والحكمة: العلم بالأسرار المودعة فيها، {مَنْ صَدَّ عَنْهُ} يقال: صد عن الشيء إذا أعرض عنه، وهو من المضاعف اللازم، الذي جاء بالوجهين في مضارعه: الكسر على القياس، والضم على الشذوذ، كما قال ابن مالك في "لامية الأفعال":

قَسَّتْ كذا وَعِ وَجْهَيْ صَدَّ أثَّ وخَرْ ... رَ الصَّلْدُ حَدَّتْ وثرَّتْ جَدَّ مَنْ عَمِلا

يقال: صد عن الشيء يصد بالكسر على القياس، ويصد بالضم على الشذوذ صدودًا، إذا أعرض عنه، كما بسطنا الكلام عليه في شرحنا "مناهل الرجال على لامية الأفعال"، {سَعِيرًا}: فعيل بمعنى مفعلة؛ أي: مسعرة، يقال: نار مسعرة؛ أي: موقدة، ويقال: أوقدت النار وأسعرتها إذا صيرتها موقدة.

{كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} جمع آية، والمراد بالآيات (١): الأدلة التي ترشد إلى أن هذا الدين حق، ومن أجلها القرآن؛ لأنه أول الدلائل، وأظهر الآيات وأوضحها، والكفر بها يعم إنكارها، والغفلة عن النظر فيها، وإلقاء الشبهات والشكوك، مع العلم بصحتها عنادًا وحسدًا {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ} من أصلاه بالنار إصلاء إذا شواه بها، يقال: شاة مصلية؛ أي: مشوية، فهو بضم النون من باب


(١) المراغي.