للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعود على محمد، {إِلَّا} أداة استثناء مفرغ، {نَفْسَكَ}: مفعول ثان ومضاف إليه، والجملة الفعلية في محل النصب حال من فاعل {فَقَاتِلْ}؛ أي: فقاتل حال كونك غير مكلف إلا نفسك وحدها، وقيل مستأنفة، أخبره تعالى أنه لا يكلفه غير نفسه. {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}: {الواو}: عاطفة. {حرض المؤمنين}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والجملة معطوفة على جملة {قاتل}.

{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}.

{عَسَى}: من أفعال الرَّجاء ترفع الاسم وتنصب الخبر. {اللَّهُ}: اسمها. {أَن}: حرف نصب ومصدر. {يَكُفَّ}: فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}، {بَأسَ الَّذِينَ}: مفعول به ومضاف إليه. {كَفَرُوا}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، وجملة {يَكُفَّ} من الفعل والفاعل صلة {أَنْ} المصدرية في تأويل مصدر منصوب على كونه خبرًا لـ {عَسَى}، ولكنه على حذف مضاف إما قبل الاسم تقديره: عسى أمر الله كف بأس الذين كفروا، أو قبل الخبر تقديره: عسى الله ذا كف بأس الذين كفروا، والكثير في كلامهم اقتران خبر {عَسَى} بـ {أن} المصدرية، كما قال ابن مالك:

كَكَانَ كَادَ وَعَسَى لَكِنْ نَدَرْ ... غَيْرُ مُضَارعٍ لِهَذَيْنِ خَبَرْ

وَكَوْنُهُ بِدُوْنِ أَنْ بَعْدَ عَسَى ... نَزْرٌ وَكَادَ الأمْرُ فِيْهِ عُكِسَا

واستشكل (١) على هذه القاعدة المطردة في {عَسَى} بأن {أن} المصدرية تؤول بالمصدر، فيكون التقدير في الآية: عسى الله كف بأس الذين كفروا، والمصدر اسم المعنى، فلا يخبر به عن الذات، وأجيب عنه: بأنه على حذف مضاف إما قبل الاسم أو قبل الخبر، كما مر بيانه آنفًا، {وَاللَّهُ}: {الواو}: استئنافية. {اللَّهُ}: مبتدأ، {أَشَدُّ}: خبره. {بَأسًا}: تمييز محول عن المبتدأ، منصوب باسم التفضيل، والجملة مستأنفة، {وَأَشَدُّ}: معطوف على {وَأَشَدُّ} {تَنْكِيلًا}: تمييز.

{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}.


(١) حاشية الحمدون على الألفية.