للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الهمزة ياء، وهي لغة تميم. {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}: الهمزة (١) ههنا معدية، والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه، وهو من الرأي، وهو متعد إلى مفعول واحد، وبعد الهمزة يتعدى إلى مفعولين، أحدهما الكاف، والآخر محذوف؛ أي: أراكه، وقيل المعنى: علمك، وهو متعد إلى مفعولين، وهو قبل التشديد متعد إلى واحد، كقوله: {لَا تَعْلَمُونَهُمُ}، {لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}: فعيل بمعنى مفاعل؛ أي: مخاصمًا لهم واللام على بابها؛ أي: لأجل الخائنين، وقيل: هي بمعنى عن وليس بشيء، لصحة المعنى بدون ذلك، ومفعول {خَصِيمًا} محذوف، تقديره: خصيمًا البرىء، {وَلَا تُجَادِلْ}: المجادلة أشد المخاصمة، {خَوَّانًا أَثِيمًا}: هما صيغتا مبالغة؛ أي: كثير الخيانة والإثم {وَكِيلًا} الوكيل هو الذي يوكل إليه الأمر في الحفظ والحماية {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ} استفعل من الاستغفار، والاستغفار طلب المغفرة من الله تعالى، مع الشعور بقبح الذنب والتوبة منه، {وَمَنْ يَكْسِبْ}: الكسب هو ما يجر منفعة أو يدفع مضرة، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ}: ولولا ضابطها هي كلمة موضوعة للدلالة على امتناع وجود مضمون الجواب لوجود مضمون الشرط.

البلاغة

وتضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع (٢):

منها: الاستعارة في قوله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} و {فَيَمِيلُونَ} استعار الميل للحرب.

ومنها: التكرار في قوله: {جُنَاحَ} {وَلَا جُنَاحَ} لاختلاف متعلقهما، وفي قوله: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ} {وَلْتَأتِ طَائِفَةٌ} وفي الحذر والأسلحة، و {الصَّلَاةَ}، و {تَألَمُونَ}، وفي اسم {اللَّهِ}.

ومنها: التجنيس المغاير في قوله: {فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً} وفي قوله: {كَفَرُوا


(١) العكبري.
(٢) البحر المحيط.