للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ...} الآية، سبب نزولها: ما روي (١) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن شيخًا من العرب جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إني شيخ منهمك في الذنوب، إلا أني لم أشرك باللهِ شيئًا منذ عرفته وآمنت به، ولم أتخذ من دونه وليًّا، ولم أواقع المعاصي جراءة على الله تعالى، وما توهمت طرفة عين أني أعجز الله هربًا، وإني لنادم تائب مستغفر، فما ترى حالي عند الله تعالى، فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ...} الآية، سبب نزولها (٢): ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قالت اليهود والنصارى: لا يدخل الجنة غيرنا، وقالت قريش: إنا لا نبعث، فأنزل الله: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}.

وأخرج ابن جرير عن مسروق قال (٣): تفاخر النصارى وأهل الإِسلام، فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم، وقال هؤلاء: نحن أفضل منكم، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}.

وأخرج نحوه عن قتادة والضحاك والسدي وأبي صالح، ولفظهم: تفاخر أهل الأديان، وفي لفظ: جلس ناس من اليهود، وناس من النصارى، وناس من المسلمين، فقال هؤلاء: نحن أفضل، وقال هؤلاء: نحن أفضل، فنزلت. وأخرج أيضًا عن مسروق قال: لما نزلت {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} .. قال أهل الكتاب نحن وأنتم سواء، فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}.

التفسير وأوجه القراءة

١١٤ - {لَا خَيْرَ}: ولا ثواب، {فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ}؛ أي: في كثير من نجوى الناس بعضهم لبعض ومحادثتهم معًا، أو لا خير في نجوى أولئك الذين


(١) المراح.
(٢) لباب النقول.
(٣) لباب النقول.