للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قصة عوج بن عنق من الأكاذيب الباطلة، والخرافات الفاشية، مما ينبغي أن يجرد الكتاب منها، وأن نضرب عنها صفحًا.

{يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} من التيه، وهو في اللغة الحيرة، يقال: منه تاه يتيه تيهًا، من باب باع، أو تاه يتوه توهًا من باب قال: إذا تحير في أمره. والأرض (١) التوهاء: التي لا يهتدى فيها وأرض تيه، وقال ابن عطية: التيه لذهاب في الأرض إلى غير مقصود.

{فَلَا تَأسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} والأسى (٢): الحزن، يقال: أسى من باب جوى بكسر العين، يأسى أسى بفتحها، ولام الكلمة يحتمل أن تكون من واو، وهو الظاهر لقولهم: رجل أسوان بزنة سكران؛ أي: كثير الحزن، ويقال في تثنيته: أسوان، ويحتمل أن تكون من ياء، فقد حكى رجل أسيان؛ أي: كثير الحزن، فتثنيته على هذا أسيان. اهـ "سمين". وفي "المصباح" أسي أسى من باب تعب إذا حزن، فهو أسود مثل حزين، وأسوت بين القوم أصلحت، وآسيته بنفسي بالمد سويته، ويجوز إبدال الهمزة واوًا في لغة اليمن فيقال: وسيته انتهى. وفي "المختار" وأسا على مصيبته من باب عدا؛ أي: حزن، وقد أسى له؛ أي: حزن له انتهى.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبلاغة والبديع:

فمنها: التكرار في قوله: {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا}، وفي قوله: {الْفَاسِقِينَ}.

ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {مُّلُوكًا}؛ لأن المعنى: جعلكم كالملوك في الاستقلال بأمر أنفسكم.

ومنها: الكناية في قوله: {وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ} لأنه كناية عن الهرب، وفي


(١) البحر المحيط.
(٢) الجمل.