للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أهل الإِسلام.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا بين فظاعة جرم القتل، وشدد في تبعة القاتل، فذكر أن من قتل نفسًا بغير حق فكأنَّما قتل الناس جميعًا .. ذكر هنا العقاب الذي يؤخذ به المفسدون في الأرض؛ حتى لا يتجرأ غيرهم على مثل فعلهم.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها (١): أنَّ الله سبحانه وتعالى لما ذكر فيما سلف أن اليهود قد هموا ببسط أيديهم إلى الرسول حسدًا منهم له، وغرورًا بدينهم، واعتقادًا منهم أنَّهم أبناء الله وأحباؤه .. أمر المؤمنين بأنْ يتقوه، ويبتغوا إليه الوسيلة بالعمل الصالح، ولا يفتتنوا بدينهم كما فعل أهل الكتاب، ثم أكد ذلك فبين أنَّ الفوز والفلاح لا يكون إلا بهما، فمن لم ينلهما لاقى من الأهوال يوم القيامة ما لا يستطاع وصفه.

وقال أبو حيان: (٢) مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنَّه سبحانه وتعالى لما ذكر جزاء من حارب الله ورسوله، وسعى في الأرض فسادًا من العقوبات الأربع، والعذاب العظيم المعد لهم في الآخرة .. أمر المؤمنين بتقوى الله وابتغاء القربات إليه؛ فإن ذلك هو المنجي من المحاربة والعذاب المعد للمحاربين.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها (٣): أنَّ الله سبحانه وتعالى لما أرشد المؤمنين إلى معاقد الخير ومفاتح السعادة، وذكر فوزهم في الآخرة وما آلوا إليه من الفلاح .. شرح حال الكفار، وعاقبة كفرهم، وما أعد لهم من العذاب.


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.