للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونكل به بالتشديد مبالغة، والاسم النكال. {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ} والحزن: ألم يجده الإنسان عند فوت ما يحب، ويقال: حزن يحزن حزنًا من باب نصر ضد سره، وحزن يحزن حزنًا من باب فرح له، وعليه ضد سر وفرح، فهو حزين، وأحزن الرجل إذا حزنه.

قال الشوكاني (١): الحزن والحزن: خلاف السرور، وحزن الرجل بالكسر فهو حزن وحزين، وأحزنه غيره وحزنه، قال اليزيدي: حزنه لغة قريش، وأحزنه لغة تميم وقد قرئ بهما {يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} يقال: سارع (٢) إلى الشيء إذا أسرع إليه من خارج ليصل إليه، وأسرع فيه إذا أسرع فيه وهو داخل فيه، وهنا كان الكفار داخلين في ظرف الكفر محيطًا بهم سرادقه، فالمفاعلة في سارع ليست على بابه، فهو بمعنى أسرع {سَمَّاعُونَ} جمع سماع من صيغ المبالغة على زنة فعال معدول عن سامعون وكذلك {أَكَّالُونَ} جمع أكال مبالغة آكل {لِلسُّحْتِ} السحت والسحت بسكون الحاء وضمها: الحرام وكل ما خبث من المكاسب وحرم، فلزم منه العار، وقبح الذكر، كثمن الكلب والخنزير والخمر والرشوة في الحكم، سمي بذلك لأنه يسحت البركة؛ أي: يذهبها، أو لأنه يسحت عمر صاجه، ويقال؛ سحته الله؛ أي: أهلكه، ويقال: أسحته إذا استأصله. وفي "المختار": وسحته من باب قطع وأسحته استأصله، وقرىء بهما في قوله تعالى: {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ}؛ أي: يستأصلكم ويهلككم، ومصدر الثلاثي سحت بفتحتين وسحت بإسكان الحاء. وقال الفراء: أصل السحت كلب الجوع، ويقال: فلان مسحوت المعدة إذا كان لا يلقى أحدًا إلا خائفًا، وهو راجع لمعنى الهلاك، ويقال للحالق اسحت؛ أي: استأصل، وسمى الحرام سحتًا لأنَّه يسحت الطاعات؛ أي: يذهبها ويستأصلها.


(١) فتح القدير.
(٢) المراغي.