للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غيره، قال: وتعديه بفي كما في قوله: {وَسَكَنْتُمْ في مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم} وقيل: هو من السكون المقابل للحركة، وعلى هذا ففي المقام حذف؛ أي: وله ما سكن وتحرك، وحذف مقابله للاكتفاء كما في قوله: {تَقِيكُمُ الْحَرَّ}؛ أي: والبرد، واقتصر على ذكر السكون؛ لأن كل متحرك قد يسكن، ولأنه أكثر وجودًا. {أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}: الولي: الناصر ومتولي الأمر المتصرف فيه.

{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وفي "المصباح" (١): فطر الله الخلق فطرًا من باب قتل: خلقهم، والاسم: الفطرة اهـ. وفي "السمين": والفطر: الإبداع والإيجاد من غير سبق مثال، ومنه: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: موجدهما على غير مثال يحتذى. وعن ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى فطر وفاطر حتى اختصم إليَّ أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ أي: أنشأتها وابتدأتها، ويقال: فطرت كذا وفطر هو فطورًا، وانفطر انفطارًا، وفطرت الشاة: حلبتها بإصبعين، وفطرت العجين: خبزته من وقته. وفي "الكرخي": والفطير ضد الخمر، وهو العجين الذي لم يختمر، وكل شيء أعجلته عن إدراكه فهو فطير، ويقال: إياك والرأي الفطير، ويقال: عندي خبز خمير وخبز فطير. اهـ. وأصل الفطر: الشق، ومنه: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) ويقال: فطر ناب البعير، ومنه قوله تعالى: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}، وقوله: {يتفطرن منه}.

{وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}؛ أي: هو الرازق لغيره ولا يرزقه أحد. {يُصْرَفْ عَنْهُ}: يبعد عنه، ويقال: صرف الله عنه الأذى من باب ضرب إذا أبعده ونجاه عنه.

{فَقَدْ رَحِمَهُ}؛ أي: بإنجائه من الهول الأكبر. {وَإِنْ يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ}: المس أعم من اللمس، وحقيقة المس تلاقي جسمين يقال: مسه السوء والكبر والعذاب والتعب إذا أصابه ونزل به، والضر: الألم والحزن والخوف وما يفضي إليها أو إلى أحدها.

{فَلَا كَاشِفَ لَهُ} يقال: كشف التفسير إذا أزاله، وكشفَتْ عن ساقيها:


(١) الفتوحات.