للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١ - اعتبار الملائكة عليهم السلام بموافقة المحدثات للمعلومات الإلهية.

٢ - عدم تغيير الموجودات عن الترتيب السابق في الكتاب، ويؤيده ما روى البخاري عن أبي هريرة "جف القلم بما أنت لاق".

وقرأ (١) ابن السميقع: {مفاتيح} بالياء، وروي عن بعضهم: {مفتاح الغيب} على الإفراد. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وابن السميقع: {ولا رطبٌ ولا يابسٌ} بالرفع فيهما، والأولى أن يكونا معطوفين على موضع {مِنْ وَرَقَةٍ}، ويحتمل الرفع على الابتداء، وخبره {إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

٦٠ - {وَهُوَ} سبحانه وتعالى الإله {الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} وينيمكم {بِاللَّيْلِ} ويراقبكم فيه، استعير (٢) التوفي من الموت للنوم؛ لما بينهما من المشاركة في إزالة الإحساس والتمييز، فإن أصل التوفي: قبض الشيء بتمامه.

وعبارة "زادة على البيضاوي" نصها: وعلى (٣) ما ذكره المصنف ليس في ابن آدم إلا روح واحدة، يكون لابن آدم بحسبها ثلاثة أحوال: حالة يقظة، وحالة نوم، وحالة موت، فباعتبار تعلقها بظاهر الإنسان وباطنه تعلقًا كاملًا تثبت له حالة اليقظة، وباعتبار تعلقها بظاهر الإنسان فقط تثبت له حالة النوم، وباعتبار انقطاع تعلقها عن الظاهر والباطن تثبت له حالة الموت.

فعلى هذا: معنى {يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}؛ أي: يقطع أرواحكم عن التعلق ببواطنكم؛ أي: يقطع تعلقها بالباطن، ومعنى {يَبْعَثُكُمْ فِيهِ}؛ أي: يرد تعلقها بالباطن. وقيل: معنى {يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}؛ أي: يقبض أرواحكم عند النوم، وهذا مبني على أن في الجسد روحين: روح الحياة: وهي لا تخرج إلا بالموت، وروح التمييز: وهي تخرج بالنوم، فتفارق الجسد، فتطوف بالعالم وترى المنامات، ثم ترجع إلى الجسد عند تيقظه، وسيأتي بسط هذه المسألة وإيضاحها في سورة الزمر إن شاء الله تعالى. واقتصر هنا على الليل، وإن كان ذلك يقع في النهار؛ لأن الغالب أن يكون النوم فيه. {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}؛ أي: ويعلم


(١) البحر المحيط.
(٢) البيضاوي.
(٣) زاده.