للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطاعة إلى حالة المعصية؛ لأن التدلي لا يكون إلا من علو إلى سفل.

ومعنى الآية (١): أن إبليس لعنه الله غر آدم باليمين الكاذبة، وكان آدم عليه السلام يظن أن أحدا لا يحلف بالله كاذبا، وإبليس أول من حلف بالله كاذبا، فلما حلف إبليس ظن آدم أنه صادق فاغتر به، والغرور: مصدر حذف فاعله ومفعوله، والتقدير بغروره إياهما.

{وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما}؛ أي: شرعا وأخذا يلزقان عليهما؛ أي: على القبل والدبر؛ أي: جعل كل منهما يستر عورتيه. يخصفان؛ أي (٢): يرقعان ويلزقان ورقة فوق ورقة، من قولهم: خصف الإسكافي النعل إذا وضع عليها مثلها. وفي «المختار»: طفق يفعل كذا؛ أي: جعل يفعل كذا، وبابه طرب، وبعضهم يقول: هو من باب جلس. اه. وفي «المصباح»: خصف الرجل نعله خصفا - من باب ضرب - فهو خصاف، وهو فيه كرقع الثوب.

{قالَ فِيها تَحْيَوْنَ} من حيي (٣) من باب رضي، فتحيون أصله تحييون بوزن ترضيون، تحركت الياء الثانية وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، فوزنه تفعون بحذف لام الكلمة.

{وَرِيشًا وَلِباسُ التَّقْوى} الريش: لباس (٤) الحاجة والزينة، ولباس التقوى ما يلبس من الدروع والجواشن والمغافر وغيرها مما يتقى به في الحرب.

وفي «الفتوحات»: والريش فيه قولان: أحدهما: أنه اسم لهذا الشيء المعروف.

والثاني: أنه مصدر يقال: راشه يرشه ريشا إذا جعل فيه الريش، فينبغي أن يكون الريش مشتركا بين المصدر والعين، وهذا هو التحقيق.

وقرىء: {ورياشا} وفيه تأويلان (٥):


(١) الفتوحات.
(٢) المراغي.
(٣) الفتوحات.
(٤) المراغي.
(٥) الفتوحات.