للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- بكسر العين - وأهل الكتاب يقولون: عمرام بفتح أوله، وإنّما سمي موسى لأنّه ألقي بين ماء وشجر، فالماء بالقبطية: مو، والشجر: سى، وذلك أنّ أمه وضعته بعد ولادته في تابوت - صندوق - وأقفلته إقفالا محكما، وألقته في نهر النيل، خوفا من فرعون وحكومته أن يعلموا به فيقتلوه، إذ كانوا يذبحون ذكور بني إسرائيل عند ولادتهم، ويتركون نساءهم، وفرعون لقب لملوك مصر القدماء، كلقب قيصر لملوك الروم، وكسرى لملوك الفرس، كما مر، والراجح لدى كثير ممن يعنون بالتاريخ المصري القديم، أن فرعون موسى هو الملك منفتاح، وكان يلقب بسليل الإله: رع؛ أي: الشمس وقد كتب بجانب هيكله الذي بدار الآثار المصرية. الآية الكريمة {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} {وَمَلَائِهِ} والملأ أشراف الناس، يملؤون المجالس بأجرامهم، والعيون بجمالهم، والقلوب بمهابتهم، كما مر عن أبي السعود، ومن المراد هنا ما يشمل الرفيع والوضيع {فَظَلَمُوا بِها}؛ أي: جحدوا بها وكفروا {حَقِيقٌ}؛ أي: جدير وخليق به، يقال: أنت حقيق بكذا، كما يقال: أنت جدير به وخليق، وقال الليث: حق الشيء معناه: وجب، ويحق عليك أن تفعله، وحقيق أن أفعله، فهو بمعنى فاعل، وقد يكون بمعنى مفعول، تقول: فلان محقوق عليه أن يفعل {وَنَزَعَ يَدَهُ} والنزع إخراج الشيء من مكانه {فَماذا تَأْمُرُونَ}؛ أي: تشيرون في أمره، يقال: مرني بكذا على معنى: أشر علي وأدل رأيك. {أَرْجِهْ وَأَخاهُ}؛ أي: أرجىء أمره وأخره ولا تقض فيه بادىء الرأي، وهو من أرجأ الرباعي {وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ} جمع مدينة، ومدينة على وزن فعيلة، فالياء زائدة في المفرد، فلذلك تقلب همزة في الجمع على حد قوله في الخلاصة:

والمدّ زيد ثالثا في الواحد ... همزا يرى في مثل كالقلائد

والمدينة من مدن بالمكان يمدن، إذا أقام به، فالفعل من باب نصر، وفي «السمين»: والمدائن جمع مدينة ووزنها فعيلة، فميمها أصلية، وياؤها زائدة، مشتقة من مدن يمدن مدونا؛ أي: أقام {وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} يجوز (١) أن يكون استفعل هنا


(١) الفتوحات.