للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهناك يعترفون أين المفزع

ولا حجة فيهما؛ لأن المكان فيهما واضح. اه «سمين» {وَانْقَلَبُوا}؛ أي: عادوا {صاغِرِينَ}؛ أي: أذلة بما رزئوا به من الخذلان والخيبة {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (١٢٠) أي: خروا - سجدا؛ لأنّ الحق بهرهم، واضطرهم إلى السجود.

{قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ}؛ أي: قال (١) ما ذكر منكرا على السحرة، موبخا لهم على ما فعلوه، فالاستفهام فيه للإنكار والتوبيخ، وأصل هذا الفعل آمن بوزن آدم، وأصله أأمن بهمزتين، فقلبت الثانية ألفا وجوبا على القاعدة، والثانية هي فاء الكلمة، والأولى زائدة، فهو بوزن أفعل، كأكرم ثمّ إنّه دخلت عليه همزة الاستفهام، فاجتمع همزتان صريحتان، وبعدهما ألف منقلبة عن همزة في الأصل {قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} أصله (٢) أأذن وهو فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، والهمزة الأولى همزة المتكلم التي تدخل على المضارع، والثانية قلبت ألفا لوقوعها ساكنة بعد همزة أخرى، وأصله أأذن على وزن أعلم. المكر: صرف الإنسان عن مقصده بحيلة، وهو نوعان، محمود: يراد به الخير، ومذموم: يراد به الشر {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، والعكس بالعكس {ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ} والصلب: الشد على خشبة ونحوها، وشاع في تعليق الشخص بنحو حبل في عنقه ليموت، وهو المتعارف اليوم.

{وَما تَنْقِمُ مِنَّا} عبارة «الخازن» يعني: وما تكره منا وما تطعن علينا. وقال عطاء: معناه وما لنا عندك ذنب تعذبنا عليه. انتهت. وفي «المصباح» نقمت عليه أمره ونقمت منه نقما، من باب ضرب، ونقوما، ونقمته أنقمه من باب تعب لغة إذا عبته وكرهته أشد الكراهة لسوء فعله، وفي «التنزيل»: {وَما تَنْقِمُ مِنَّا} على اللغة الأولى؛ أي: وما تطعن فينا وتقدح، وقيل: ليس لنا عندك ذنب، ولا ركبنا


(١) أبو السعود.
(٢) الفتوحات.