للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمة الدعوة، وثلث بتنفيذ ما عرض لهم من الشبهة، ثم أرشد إلى التفكر الموصل إلى الفقه في الأمور ومعرفة الحقائق، وإلى النظر الهادي إلى الحجة والبرهان الموصل إلى معرفة صدق الرسول، ثم ختمها ببيان عدم الطمع في هداية من قضت سنة الله بضلاله، وتركه يعمه في طغيانه.

وقال أبو حيان: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنّه تعالى لما ذكر (١) من ذرأ للنار .. ذكر مقابلهم، وفي لفظة {وَمِمَّنْ} دلالة على التبعيض، وأن المعظم من المخلوقين ليسوا هداة إلى الحق، ولا عادلين به، انتهى.

وقال أيضا: قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنّه تعالى لما حضهم على التفكر في حال الرسول، وكان مفرعا على تقرير دليل التوحيد .. أعقب بما يدل على التوحيد ووجود الصانع الحكيم.

قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنّ الله سبحانه وتعالى لما أرشد من كانوا في عصر التنزيل وعصر نزول السورة إلى النظر والتفكر في اقتراب أجلهم بقوله: {وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} .. أتبع ذلك بالإرشاد إلى النظر والتفكر في أمر الساعة التي ينتهي بها جميع أجل الناس.

والخلاصة: أن هذا كلام في الساعة العامة بعد الكلام في الساعة الخاصة بكل فرد، وهي انتهاء أجله.

وقال أبو حيان: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنّه لما ذكر (٢) التوحيد والنبوة والقضاء والقدر .. أتبع ذلك بذكر المعاد، وأيضا فلما تقدم قوله: {وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ}، وكان ذلك باعثا على المبادرة إلى التوبة .. أتى بالسؤال عن الساعة ليعلم أن وقتها مكتوم عن الخلق، فيكون ذلك سببا للمسارعة إلى التوبة. انتهى.

قوله تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا ...} الآية، مناسبة هذه


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.