للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من خير الدنيا والآخرة، وتهديدًا وإنذارًا لهم ببقائهم على الكفر وخيانته، وبشارة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بحسن العاقبة والظفر له ولمن تبعه من المؤمنين.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا ...} الآيات، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا ذكر تلك القواعد الخاصة بالحرب والسلم وما يجب أن يعمل مع الأسرى .. ختم السورة بولاية المؤمنين بعضهم لبعض بمقتضى الإيمان والهجرة وما يلزم ذلك، وولاية الكافرين بعضهم لبعض، ثم أمر بالمحافظة على العهود والمواثيق مع الكفار ما دام العهد محفوظًا غير منبوذ ولا منكوث.

أسباب النزول

قوله: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه الحاكم (ج ٣/ ص ٣٣٩) قال: أخبرنا أبو العباس محمَّد بن أحمد المحبوبي حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأسارى أبا بكر، فقال: قومك وعشيرتك، فخلِّ سبيلهم. فاستشار عمر، فقال: اقتلهم. قال: ففداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا}، قال: فلقي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عمر قال: "كاد أن يصيبنا بلاءٌ في خلافك"، هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: قلت على شرط مسلم.

وروى (١) ابن أبي شيبة والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال: لما كان يوم بدر .. جيء بالأسارى، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، قومك وأهلك استبقهم لعل الله أن يتوب عليهم. وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك وقاتلوك، قدمهم فاضرب أعناقهم، وقال عبد الله بن رواحة:


(١) المراغي.