للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في ضمان المسلمين، وقال: الراغب: الذِّمام: ما يذم الرجل على إضاعته من عهد. وكذلك الذمة والمَذَمَة والمِذَمة. يعني بالفتح والكسر، وقيل: لي ذمة فلا تهتكها، وقال غيره: سميت ذمة؛ لأن كل حرمة يلزمك من تضييعها الذم، يقال لها: ذمة وقال الأزهري: الذمة الأمان، وفي الحديث "يَسْعى بذمتهم أدناهم" اهـ "سمين".

{وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} يقال: أبي يأبى، إذا اشتد امتناعه. فكل إباء امتناعٌ، من غير عكس، ولم يصب من فسره بمطلق الامتناع، ومجيء (١) مضارعه على يفعل بفتح العين شاذٌّ. ومنه قلى يَقَلى في لغةٍ، ومنه آبي اللحم لرجلٍ من الصحابة وقال الشاعر:

أَبَى اللَّهُ إلَّا عَدْلَهُ وَوَفَاءَهُ ... فَلاَ النُّكْرُ مَعْرُوْفٌ وَلاَ الْعُرْفُ ضَائِعُ

{وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ}؛ أي (٢) خارجون من قيود العهود والمواثيق، متجاوزون لحدود الصدق والوفاء من قولهم: فسقت الرطبة، إذا خرجت من قشرتها.

{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ووزن (٣) أئمة أفعلة؛ لأنه جمع إمام، كحمار وأحمرة وزمام وأزمة، والأصل أأممة، فألتقى ميمان، فأريد إدغامهما، فنقلت حركة الميم الأولى للساكن قبلها، وهو الهمزة الثانية، فأدى ذلك إلى اجتماع همزتين ثانيتهما مكسورة، فالبصريون يوجبون إبدال الثانية ياء، وغيرهم يحقق، أو يسهل بين بين، ومن أدخل الألف .. فللخفة حتى يفرق بين الهمزتين.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التكرارُ في قوله: {مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، وفي قوله: {أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.
(٣) الفتوحات.