للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشهوات، ثم أوعد الباخلين الذين يكنزون الذهب والفضة في صناديقهم ولا ينفقونها في سبل البر والخير بالعذاب الأليم، وفي نار جهنم يوم يحمى على تلك الأموال المكنوزة، فتصير كالنار التهابًا، ثم تكوى بها الجباه والجنوب والظهور، ويقال لهم: هذا جزاء صنيعكم في الدنيا، منعتموه البائس الفقير، لتتمتعوا به، فكان جزاؤكم أن صار وبالًا عليكم، وميسمًا تكتوون به على جنوبكم وظهوركم، فلم تنتفعوا به في دين ولا دنيا.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه (١) البيهقي في "الدلائل" عن الربيع بن أنس، أن رجلًا قال يوم حنين: لن نغلب من قلة، وكانوا اثني عشر ألفًا، فشق ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الآية.

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: كان المشركون يجيئون إلى البيت ويجيئون معهم بالطعام، يتجرون فيه، فلما نهوا أن يأتوا البيت .. قال المسلمون: من أين لنا الطعام؟ فأنزل الله: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير، قال: لما نزلت {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} .. شق ذلك على المسلمين، وقالوا: من يأتينا بالطعام والمتاع؟ فأنزل الله {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} وأخرج مثله عن عكرمة وعطية العوفي والضحاك وقتادة وغيرهم.

قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ ...} الآية، سبب نزولها (٢): ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى ومحمد بن دحية وشاس بن قيس ومالك بن الصيف، فقالوا: كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا، وأنت لا تزعم أن عزيرًا ابن الله؟ فأنزل الله في ذلك {وَقَالَتِ


(١) لباب النقول.
(٢) لباب النقول.