للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر أن من دلائل نفاقهم الطعن في أفعاله - صلى الله عليه وسلم -، كإيذاء الذين لمزوه في قسمة الصدقات .. أردف ذلك بذكر من طعن في أخلاقه وشمائله الكريمة، بقولهم: إن محمدًا أذنٌ، نحلف له فيصدقنا.

قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر أفعال المنافقين الخبيثة، وذكر ما أعده لهم من العذاب في الدنيا والآخرة .. أردف ذلك بذكر صفات المؤمنين الذين زكت نفوسهم وطهرت سرائرهم، وما أعدَّه لهم من الثواب الدائم والنعيم المقيم.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ...} الآية، سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان نَبْتَلُ بن الحارث يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ف يجلس إليه، فيسمع منه وينقل حديثه إلى المنافقين، فأنزل الله {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ...} الآية.

قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥)} سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عمر، قال: قال رجل في غزوة تبوك، في مجلس يومًا: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، لا أرغب بطونا، ولا أك ذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونزل القرآن، قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحجارة تنكبه، وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟! ".

ثم أخرج من وجه آخر، عن ابن عمر نحوه، وسمى الرجل عبد الله بن أبي، وأخرج عن كعب بن مالك، قال مخشيُّ بن حمير - بالتصغير -: لوددت أني


(١) لباب النقول.