للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما قال، فأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ...} الآية.

قوله تعالى: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ...} سبب نزولها: ما أخرجه الطبراني، عن ابن عباس، قال: همَّ رجلٌ، يقال له: الأسود، بقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ...}.

وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن عكرمة، أن مولى بني عدي بن كعب، قتل رجلًا من الأنصار، فقضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، بالدية اثني عشر ألفًا، وفيه نزلت: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال: بأخذهم الدية.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ...} الآية، أخرج (١) الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل"، بسند ضعيف، عن أبي أمامة، أن ثعلبة بن حاطب قال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالًا، قال: "ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه" قال: والله لئن آتاني الله مالًا .. لأوتين كل ذي حق حقه، فدعا له، فاتَّخذ غنمًا فنمت حتى ضاقت عليه أزقة المدينة، فتنحى بها، وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فتنحى بها، فكان يشهد الجمعة ثم يخرج إليها، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات، ثم أنزل الله على رسوله {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} فاستعمل على الصدقات رجلين، وكتب لهما كتابًا فأتيا ثعلبة، فأقرآه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: انطلقا إلى الناس، فإذا فرغتم .. فمروا بي، ففعلا، فقال: ما هذه إلا أخت الجزية، فانطلقا فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} إلى قوله: {يُكَذِّبُونَ} الحديث بطوله.

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه الشيخان، عن أبي مسعود، قال: لما نزلت آية الصدقة .. كنا نحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا: مراء، وجاء آخر فتصدق بصاع، فقالوا: إن الله لغني عن صاع هذا، فنزل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ ...}


(١) لباب النقول.