للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المغفرة والرحمة، لمن يخلصون في أعمالهم، فهو يغفر لهم، ما فرط منهم من ذنب، أو تقصير، ويرحمهم بهدايتهم، إلى خير العمل، وحسن المصير. وهذا وعد منه تعالى لهم بواسع الرحمة والغفران، كما أن قوله: {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، تهديد للأولين، عقب الدعاء عليهم.

وقرأ ورش (١): {قُرُبة} بضم الراء، وباقي السبعة: بالسكون، وهما لغتان، ولم يختلفوا في قربات بالضم، فإن كان جمع قربة .. فجاء بالضم على الأصل في الوضع وإن كان جمع قربة بالسكون .. فجاء بالضم إتباعًا لما قبله كما قالوا: ظلمات في جمع ظلمة. وهذا القسم الأخير قال (٢) مجاهد: هم بنو مقرن من مزينة. وقال الكلبي: هم أسلم وغفار وجهينة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرًا من بني تميم وبني أسد وبني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة" فقال رجل: خابوا وخسروا، قال: "نعم هم خير من بني تميم وبني أسد وبني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة" متفق عليه.

وفي رواية أن الأقرع بن حابس، قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما تابعك سراقُ الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة، وأحسبه قال: وجهينة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة، وأحسبه قال: وجهينة خيرًا من بني تميم، وبني عامر وأسد وغطفان قال: خابوا وخسروا، قال: "نعم".

وعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها". متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: "أما إني لم أقلها لكنْ الله قالها". وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله"، متفق عليه.

١٠٠ - ولما ذكر الله سبحانه وتعالى أصناف الأعراب .. ذكر المهاجرين والأنصار، وبين أن منهم السابقين إلى الهجرة، وأن منهم التابعين لهم، فقال: {وَالسَّابِقُونَ} إلى الإِسلام


(١) البحر المحيط.
(٢) الخازن.