للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذاك فعليكموه.

ومعنى (١) محبتهم للتطهر: أنهم يؤثرونه ويحرصون عليه عند عروض موجبه، وقيل، معناه: يحبون التطهر من الذنوب بالتوبة والاستغفار، والأول أولى كما يفيده الحديث المذكور.

والخلاصة (٢): أن التطهر يشمل الطهارتين، النفسية والبدنية والروايات وردت بكل منهما، والأولى إرادتهما معًا. {وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى، {يُحِبُّ الْمُطَّهِرِينَ}؛ أي: الذين يبالغون في طهارة الروح والجسد، لحبهم إياهما؛ لأنهم يرون فيهما الكمال الإنساني، فمن ثم يبغضون نجاسة البدن والثوب، وأشد منهما بغضًا لهم، نجاسة النفس وخبثها، بالإصرار على فعل المعاصي، والتخلق بذميم الأخلاق. كالرياء في الأعمال إذ هو فعل المنافقين، والشح بالأموال، أو بالأنفس في سبيل الله ابتغاءً لمرضاته، وحبه تعالى منزه عن مشابهته حبنا، كتنزه ذاته وسائر صفاته عن مشابهة ذواتنا وصفاتنا، ويظهر أثر حبه لعباده في أخلاقهم وأعمالهم ومعارفهم وآدابهم، كما أشار إليه الحديث القدسي الذي رواه البخاري "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به" الحديث.

ومعنى (٣) محبة الله لهم: الرضا عنهم والإحسان إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه، والحق أن المحبة صفة ثابتة له سبحانه وتعالى، نثبتها ونعتقدها ولا نكيفها ولا نمثلها.

وقرأ (٤) ابن مصرف والأعمش: {يطهروا} بالإدغام. وقرأ ابن أبي طالب: "المتطهرين".

١٠٩ - والهمزة في قوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} للاستفهام التقريري (٥)، داخلة


(١) الشوكاني.
(٢) المراغي.
(٣) الشوكاني
(٤) البحر المحيط.
(٥) أبو السعود.