للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على محذوف، والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف تقديره: أبعد ما علم حالهم فمن أسس ووضع بناءه الذي بناه {على تَقْوَى} ومخافة {مِنَ} عقاب {اللَّهِ} تعالى، {و} رجاء، {رضوان} وثواب منه، وهم النبي وأنصاره، {خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ} ووضع {بُنْيَانَهُ}. الذي بناه، {عَلَى شَفَا} وطرف {جُرُفٍ} وهوَّةٍ وحفرة {هَارٍ} ومشرف ذلك الطرف على السقوط، {فَانْهَارَ} وسقط ذلك الطرف {بِهِ}؛ أي: بالباني وببنائه، {فِي} قعر نار، {جَهَنَّمَ} خير وهم أهل مسجد الضرار ورد أنهم رأوا الدخان حين حفروا أساسه، اهـ كرخي وجواب الاستفهام محذوف تقديره: الأول: خير وهو مثال، مسجد قباء، والثاني: مثال، مسجد الضرار.

والجملة مستأنفة، مسوقة لبيان خيرية الرجال المذكورين على أهل مسجد الضرار.

وعبارة المراغي هنا قوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} إلخ، هذا (١) بيان مستأنف للفرق بين مقاصد أهل مسجد التقوى، وهم الرسول، - صلى الله عليه وسلم - وأنصاره، ومقاصد أهل مسجد الضرار الذي زادوا به رجسًا إلى رجسهم.

والأساس على شفا الجرف الهاري، مثلٌ يُضرب لما يكون في منتهى الوهى والانحلال، والإشراف على الزوال؛ أي: أفمن أسس بنيانه الذي يتخذه موطنًا لراحته وهناء معيشته، ويتقي به العوامل الجوية، وعدوان الكائنات الحية على أمتن الأسس وأقواها، على مصابرة العواصف والسيول وقد العوام، والوحوش خيرٌ بنيانًا أم من أسس بنيانه على أوهى القواعد وأقلها بقاءً واستمساكًا، فكانت عرضة للانهيار في كل حين من ليل أو نهار؟ وقد ضرب الله مثل البنيان على تينك الصفتين لبيان حال الفريقين المتقدمين من صدق الإيمان والنفاق والارتياب؛ أي: أفمن كان مؤمنًا صادقًا، يتقي الله في جميع أحواله، ويبتغي مرضاته في جميع أعماله، قاصدًا تزكية نفسه وإصلاح سريرته. خير، أم من هو


(١) المراغي.