للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الله فتمسه النار". أخرجه البخاري.

وعن أبي مسعود الأنصاري البدري، قال: جاء رجل بناقة مخطومة إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هذه في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة كلها مخطومة" أخرجه مسلم.

وعن خريم بن فاتك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أنفق نفقة في سبيل الله،

كتب الله له سبع مئة ضعف" أخرجه الترمذي والنسائي.

١٢٢ - واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى (١): {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}. فذهب جماعة: إلى أنه من بقية أحكام الجهاد؛ لأنه سبحانه لما بالغ في الأمر بالجهاد، والانتداب إلى الغزو كان المسلمون إذا بعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، سرية إلى الكفار، ينفرون جميعًا، ويتركون المدينة خاليةً، فأخبرهم الله سبحانه بأنه ما كان لهم ذلك؛ أي: أن ينفروا جميعًا. وذهب آخرون: إلى أن هذه الآية، ليست من بقية أحكام الجهاد، وهي حكم مستقل بنفسه في مشروعية الخروج لطلب العلم، والنفقة في الدين، جعله الله سبحانه متصلًا بما دل على وجوب الخروج للجهاد، فيكون السفر نوعين:

الأول: سفر الجهاد.

والثاني: السفر لطلب العلم، ولا شك أن وجوب الخروج لطلب العلم إنما يكون إذا لم يجد الطالب من يتعلم منه في الحضر من غير سفر، والفقه هو العلم بالأحكام الشرعية، وبما يتوصل به إلى العلم بها، من لغة ونحو وصرف وبيان، وأصول؛ أي: وما كان ينبغي أن يفعل المؤمنون النفر والخروج للجهاد جميعًا، ويتركوا المدينة خالية، ورسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، منفرد وحده؛ لأن ذلك يخل بأمر المعاش {فَلَوْلَا نَفَرَ}؛ أي: فهلا خرج للجهاد، {مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ}؛ أي: من كل قبيلة منهم، {طَائِفَةٌ}؛ أي: جماعة ليقوموا بواجب الجهاد، وبقيت طائفة أخرى منهم، في المدينة مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ}؛ أي: لتتعلم


(١) الشوكاني.