للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهب الريح، نقله أبو زيد. وقال ابن الأنباري: الريح: مؤنثة لا علامة فيها، وكذلك سائر أسمائها إلا الإعصار، فإنه مذكر، وراح اليوم يروح روحًا من باب قال، وفي لغة من باب خاف إذا اشتدت ريحه، فهو رائح. والطيب من كل شيء ما يوافق الغرض والمنفعة، يقال: رزق طيب، ونفس طيبة، وشجرة طيبة {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} والعاصف: الذي يعصف الأشياء ويكسرها، يقال: ريح عاصف وعاصفة، وقال أبو حيان: العاصف الشديدة، يقال: عصفت الريح، إذا اشتد هبوبها. قال الشاعر:

حَتَّى إِذَا عَصَفَتْ رِيْحٌ مُزَعْزِعَةٌ ... فِيْهَا قِطَارٌ وَرَعْدٌ صَوْتُهُ زَجَلُ

وقال أبو تمام:

إِنَّ الرِّيَاحَ إِذَا مَا أَعْصَفَتْ قَصَفَتْ ... عِيْدَانَ نَجْدٍ وَلاَ يَعْبَأْنَ بِالرُّتَمِ

{وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ} والموج: ما ارتفع من الماء عند هبوب الهواء، سمي موجًا لاضطرابه {أُحِيطَ بِهِمْ} يقال: أحيط، إذا هلك، كما يحيط العدو بعدوه، فيسد عليه سبيل النجاة {يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ} والبغي: ما زاد على القصد والاعتدال، من بغى الجرح إذا زاد، حتى ترامى إلى الفساد.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها (١): الاستعارة التمثيلية في قوله: {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} حيث شبه حال العباد مع ربهم، بحال رعية مع سلطانها في إمهالهم، لينظر ماذا تعمل، واستعير الاسم الدال على المشبه به للمشبه، على سبيل التمثيل والتقريب، ولله المثل الأعلى.

ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.


(١) الصاوي.