للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعبارة المراغي هنا: لما ذكر الله سبحانه وتعالى الأدلة على أسس الدين الثلاثة، وهي الوحدانية والرسالة والبعث .. أردف ذلك بذكر التشريع العملي، وهو القرآن الكريم، وقد أجمل مقاصد هذا التشريع في أمور أربعة.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ ...} الآية، مناسبة هذه (١) الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ...} الآية، وكان المراد بذلك كتاب الله المشتمل على التحليل والتحريم .. بين فساد شرائعهم وأحكامهم من الحلال والحرام من غير مستند في ذلك إلى وحي.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أقام الأدلة العقلية على إثبات الوحي والرسالة .. أردف ذلك بذكر فعل من أفعالهم، لا ينكرونه ولا يجادلون في وجوده، وهو يثبت صحة وجودهما، ذاك أن التشريع بالتحليل والتحريم هو حق الله تعالى وحده، وأن الأصل في الأرزاق، وسائر الأشياء التي ينتفع بها الإباحة فتحريم بعض الأشياء وتحليل بعضها، إما بأمره تعالى بوساطة رسله، وأنتم تنكرونه وتزعمون أنه محال، وإما بالافتراء على الله تعالى، وهو يلزمكم بإنكار الأول، إذ لا واسطة بينهما.

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ ...} الآية، مناسبة (٢) هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر جملة من أحوال الكفار ومذاهبهم والرد عليهم ومحاورة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهم وذكر فضله تعالى على الناس، وأن أكثرهم لا يشكره على فضله .. ذكر تعالى اطلاعه على أحوالهم، وحال الرسول معهم في مجاهدته لهم، وتلاوة القرآن عليهم، وأنه تعالى عالم بجميع أعمالهم، واستطرد من ذلك إلى ذكر أولياء الله تعالى، ليظهر التفاوت بين الفريقين، فريق الشيطان، وفريق الرحمن.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.