للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المكان إذا تخطاه وخلفه وراءه، والباء للتعدية؛ أي: جعلناهم مجاوزين البحر، بأن جعلناه يبسًا وحفظناهم حتى بلغوا الشط، اهـ "أبو السعود". ويقال: جاز المكان، وجاوزه وتجاوزه، إذا قطعه حتى خلفه وراءه. وقوله: {الْبَحْرَ}؛ أي: بحر القلزم، وهو بحر السويس. {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ} يقال: تبعته حتى أتبعته، إذا كان قد سبقك فلحقته. وفي "المختار" تبعه من باب طرب وسلم إذا مشى خلفه أو مر به، فمضى معه، وكذا اتبعه بوزن افتعل الخماسي، وأتبعه على وزن أفعل الرباعي، إذا كان قد سبقه فلحقه. وقال الأخفش: تبعه، وأتبعه بمعنًى مثل ردفه وأردفه اهـ. {وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}؛ أي: من المنقادين لأمره.

{وننجيك}؛ أي: نجعلك على نجوةٍ من الأرض، والنجوة: المكان المرتفع من الأرض، وقرىء بالتشديد من نجى المضعف ينجي تنجية، وبالتخفيف من أنجى الرباعي من باب أفعل ينجي إنجاءً. {آية} والآية: العبرة والعظة {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ}؛ أي: منزلًا صالحًا مرضيًّا، وأصل الصدق: ضد الكذب، ولكن جرت عادة العرب أنهم إذا مدحوا شيئًا أضافوه إلى الصدق، فقالوا: مكان صدق إذا كان كاملًا في صفته، صالحًا للغرض المقصود منه، كأنهم أرادوا أن كل ما يظهر فيه من الخير فهو صادق. {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} والشك في أصل اللغة: ضم الشيء بعضه إلى بعض، ومنه شك الجوهر في العقد، والشاك كأنه يضم إلى ما يتوهمه شيئًا آخر خلافه، فيتردد ويتحير {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ} لولا كلمة تفيد التحضيض والتوبيخ كهلّا، والمراد بالقرية أهلها، وهو كثير الاستعمال بهذا المعنى. {عَذَابَ الْخِزْيِ} والخزي الذل والهوان. {إِلَى حِينٍ} والحين: مدة من الزمن، والمراد بها العمر الطبيعي الذي يعيشه كل شخص. {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} والإذن بالشيء: الإعلام بإجازته، والرخصة فيه، ورفع الحجر عنه. {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ} والرجس لغة: الشيء القبيح المستقذر، والمراد به هنا العذاب.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع: