للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإنما يأكل الناسُ ما إدخروه فيها، فهو من باب الإسناد إلى الزمان كقول الفصحاء نهار الزاهد صائم، وليلُه قائم.

ومنها: التأكيد في قوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}، وفي قوله: {سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ}.

ومنها: الحصر في قوله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} وفي غير ذلك.

ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}، وفي قوله: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}.

ومنها: المجاز في قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}؛ لأن هدايةَ الكيد مجاز عن تنفيذه، وإمضائه، أو المراد لا يَهْدِي الخَائِنين بسبب كيدِهم، فأوقع الهدايةَ المنفيةَ على الكيد، وهي واقعة عليهم تجوزًا للمبالغة؛ لأنه إذا لم يهد السببُ علمَ منه عدم هداية مسببه بالطريق الأولى، اهـ "شهاب".

ومنها: الزيادة والحذفُ في عدة مواضع (١).

والله سبحانه وتعالى أعلم بمراد كلامه

* * *


(١) إلى هنا تَمَّ ما أردنا إيرادَهُ من تفسير الجزء الثاني عشر من القرآن الكريم، وكان الفراغُ من تأليفه ليلةَ الخميس المباركة، الخامس عشر من ربيع الأول، الشهر الثالث من شهور سنة إحدى عشرة وأربع مئة وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة، وأزكَى التحية، والحمد لله في هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأسأل الله الإعانةَ على الكمال والتمام، وأن يُضَاعِفَ لنا البركةَ في أعمارنا إلى تمامه، ونشره بين المسلمين، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا دائمًا إلى يوم الدين.
تمَّ المجلد الثالث عشر من تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في تاريخ ١٥/ ٣/ ١٤١١ هـ ويليه المجلد الرابع عشر وأوّلُه قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} الآية.