للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{ذَرْهُمْ}: هذا (١) الأمر لا يستعمل له ماض إلا قليلًا استغناء عنه بترك، بل يستعمل منه المضارع نحو: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} ومن مجيء الماضي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَرُوا الحبشة ما وذرتكم".

{وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} الهاء الأولى من بنية الفعل، والثانية مفعول به، يقال ألهاه كذا إذا شغله، ولهى هو عن الشيء يلهى إذا شغل، ومنه قولهم لهيت عن الشيء ألهى لهيًا إذا أعرضت عنه، والأمل التوقع في طول الحياة، وبلوغ الأوطار، واستقامة الأحوال، وفي" المصباح" أملته أملًا - من باب طلب - ترقبته، وأكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله.

{لَوْ مَا} مثل هلَّا، كلمة تفيد الحث والحض على فعل ما يقع بعدها، وفي "السمين" لَوْ ما حرف تحضيض كهلا وتكون أيضًا حرف امتناع لوجود، وذلك كما أن لولا مترددة بين هذين المعنيين، وقد عرف الفرق بينهما، وهو أن التحضيضية لا يليها إلا الفعل ظاهرًا أو مضمرًا، والامتناعية لا يليها إلا الأسماء لفظًا أو تقديرًا عند البصريين، واختلف فيها هل هي بسيطةٌ أم مركبةٌ؟، فقال الزمخشري: لو ركبت تارةً مع لا وتارةً مع ما لمعنيين، وأما هل فلم تركب إلا مع لا وحدها للتحضيض، واختلف أيضًا في لوما هل هي أصل بنفسها؟، أو فرع من لولا، وأن الميم مبدلة من اللام؟.

{فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} والشيع جمع شيعة، وهي الجماعة المتفقة على مبدأ واحد في الدين والمعتقدات، أو المذاهب والآراء، من شاعه إذا تبعه، وأصله الشياع، وهو الحطب الصغار توقد به الكبار، وفي"المصباح": الشيعة الاتباع والأنصار، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، ثم صارت الشيعة اسمًا لجماعةٍ مخصوصة، والجمع شيع مثل سدرة وسدر، والأشياع جمع الجمع.

{نَسْلُكُهُ}؛ أي: ندخله، يقال: سلكت الخيط في الإبرة؛ أي: أدخلته فيها، وفي" المختار": السلك بالكسر الخيط، وبالفتح مصدر سلك في الشيء


(١) الفتوحات الإلهية.